بزنس اللايك.. “بضاعتكم رُدّت إليكم”

يقضي سامح محمد، 32 عاماً، نحو 10 ساعات يومياً على موقع “فيسبوك”، ولا يخفي إدمانه على خاصية Like “أعجبني”، بل وأصبحت هوسه الدائم؛ فما إن ينشر شيئاً حتى تبقى عيناه مفتوحتين، ليحدّث صفحته باستمرار.. بل ويُحصي عدد اللايكات “أحياناً أنشر في صفحتي وأذهب للنوم، ولكنني لا أستطيع، فكل نصف ساعة أستيقظ لأعدّها”.

*ما شعورك حين يُعجب أحدهم بمنشوراتك على “فيسبوك”؟

كان هذا سؤالاً من ثلاثة أسئلة طرحتها على 75 من مستخدمي “فيسبوك”، ليتشعّب مسار الأسئلة والإجابات بين مشاعر كثيرة “أفرح”، “بصراحة لا يعنيني عدد المعجبين بقدر ما تعنيني صراحتي وصدقي”، و”طبيعي”، و”أعتبره تمسيح جوخ”، وغيرها من الإجابات المتمثلة في أنها تجارة متبادلة بين طرفين، ولكن النسبة الأكبر (67%) أجابت بأن “المنشور يعجبني بالفعل”.

*لماذا تضغط “أعجبني” على منشور ما؟ هل لأنه يستحق الإعجاب؟ هل لأن صاحب المنشور صديقي؟ هل لأحصل على إعجاب متبادل على منشوراتي؟

أجاب 65% من المستخدمين بأنهم يضغطون لايك، لأن المنشور أعجبهم، بينما تنوعت المضامين الأخرى من الإجابات بين الإعجاب المتبادل والصداقة والمصلحة المتبادلة.

*هل تؤيد إدخال خاصية “لم يعجبني” أو “dislike”إلى “فيسبوك”؟

كان هذا سؤالاً احتاج إلى التأمل، إذ رأى 80% بضرورة الإبقاء على خاصية “أعجبني”، لأن غاية الموقع في الأساس تواصلية اجتماعية وتشجع على المودة بين الناس لا التفرقة والكراهية واختلاف الآراء.

وتتعقد الحكاية أكثر حين تمسي هذه الخاصية جزءاً من التكوين السيكولوجي للشخص، بل تتعمق لتتحول في الكثير من الأحيان إلى نوع من المرض أو الإدمان الذي يسيطر على الشخص في تفسيره بأن العالم كلّه يحكم عليه من خلال إعجابه بمنشوراته، ليعتقد أن الواقع هو “فيسبوك” والعكس صحيح، ليتم التوصل بالتالي إلى ما يسمى بفلسفة أو ثقافة اللايك.

الاختصاصي النفسي أشرف العريان أحال، في تقرير سابق منشور، أسباب ضغط الشخص على اللايك إلى “إما لمعرفته بالشخص ثم مشاركة الحالة، أو الموضوع نفسه الذي يصبّ في خانة اهتماماته وميوله، وهو متعلق بالإدراك أو النسق المعرفي والفكري المحدد، أياً كان الموضوع، وربما يكون جديداً ويشده”.

ومن حيث فوائد اللايك النفسية، يقول العريان: “تتحدد الفائدة النفسية بالإعجاب والتعليق والمشاركة، ولكن الأكثر تأثراً هو التعليق، ويكون هنا مردوده إيجابياً، مثل كلمات المدح، تلك المتعلقة بالاهتمامات المشتركة كالكتب والمقالات العلمية”.

ويتابع أن “الفائدة الكبرى للإعجاب هي تقدير وتأكيد الذات، ما يخلق التأكيدات الإيجابية لدى الشخص عن نفسه، بعدد المعجبين، والحصول على أثر إيجابي، لكن يجب أن تكون الأمور وسطية ومعتدلة، وعدم المبالغة في تأكيد الذات حتى لا يصل الشخص إلى تضخم الذات والكبرياء والغرور”.

“لم يعجبني”

جدير ذكره أن مواقع كثيرة كانت تناقلت خبراً أن “فيسبوك” يفكر في إضافة زر Hate ليعبر “المستخدم عن عدم إعجابه أو كرهه لما يقرؤه من منشورات، حيث يتوقع الموقع الأزرق، من خلال إضافة ذلك الزر، أن يتضاعف هذا العدد.

preload imagepreload image