
“بزنس” الخبز.. خبّازون طموحون يقصدون “تيمو”
لم تعد أرغفة الخبز المخصص للشطائر كافية في الإمارات وسوق الشرق الأوسط الأوسع، كما أصبح الاهتمام المتزايد بالخبز المخمّر أحد أكثر التوجهات شعبية في صناعة الخبز في جميع أنحاء المنطقة، بالتزامن مع تزايد الشهية للمنتجات المخبوزة والصحية المصنوعة يدوياً.
ومع تنامي أهمية المنطقة كمركز عالمي لفنون الطهي، فمن المتوقع أن يشهد قطاع المخبوزات في الشرق الأوسط نمواً ثابتاً وبمعدل ثابت يبلغ 2.2% خلال الفترة ما بين عامي 2024-2029، وفقاً لبيان صحفي وصل موقع “بزنس برس”.
وبفضل هذا التوسع الذي يشهده السوق، فإن الاهتمام بالخبز المخمّر يكتسب زخماً كبيراً دون وجود أي مؤشرات على تباطؤ محتمل قريباً، إذ أخذ المزيد من المستهلكين يتقبلون خصائص هذا النوع من الخبز الغنية بالعناصر الغذائية، ومؤشر الجلوكوز المنخفض، وسهولة الهضم، ورفقه بالأمعاء، وفقاً للبيان.
وبدءاً من المخابز المزدحمة في المدينة وصولاً إلى المتاجر العائلية القديمة، فإن المزيد من عشاق الخبز أخذوا يتقنون فن الصناعة المثالية للخبز، والقشرة الخارجية الشهية، ويجربون المكونات التقليدية مثل الزعتر والزيتون والتمر في صناعته.
وكان حجم سوق المخبوزات بلغ في عام 2023 نحو 3.25 مليار درهم إماراتي (أي ما يعادل 885 مليون دولار أمريكي)، ومن المتوقع أن يصل إلى 5.27 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2032. ولكن الدخول إلى هذا السوق كخبّاز مبتدئ هو أمر له تكلفته، إذ أن أدوات الخَبز المتخصصة والتي تَعِدُ بتقديم نتائج ممتازة على الدوام وتوفير صور مناسبة للنشر على موقع إنستغرام قد تكون مكلفة.
وهنا تبدو أهمية “تيمو” (Temu) من خلال المجموعة الواسعة من الأدوات والمنتجات عالية الجودة التي تقدمها وبتكلفة ميسورة.
ومع تنامي الاهتمام العالمي بمنتجات صناعة الخبز المقدمة من “تيمو”، فإن الخبّازين الطموحين في منطقة الشرق الأوسط أصبحوا قادرين على الاطلاع على الكيفية التي يستخدم من خلالها الآخرون هذا المتجر الإلكتروني المتميز من أجل تحسين ابتكارات الخبز المخمّر التي يقدمونها إلى درجة الكمال، بحسب البيان الصحفي.
افتتاح مخبز صغير بتكلفة ميسورة
لم تتوقع هانا جوزمان بأن يؤدي إعدادها لخبز مخمّر لعائلتها إلى إطلاق فكرة بدء شركة صغيرة. ولكنها وبعد أن ساعدت أرغفة الخبز المخمّر التي تُعدها لوالدها في المنزل على التحكم بمستويات سكر دمه، قامت بمشاركة قصتها عبر الإنترنت لتنتشر القصة بسرعة كبيرة في صفوف المتابعين الذين وصل عددهم إلى الملايين.
وبفضل الانتشار الواسع لقصتها، احتل مخبزها المنزلي Crusty Cravings by Hannah موقعاً متميزاً على خارطة المخابز في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن تحويل الشهرة عبر الإنترنت إلى شركة مستدامة قادرة على الاستمرار هو أمر يحتاج إلى الذكاء والانتباه. ووجدت جوزمان مع تنامي الطلب على خبزها وقلة الموارد المالية التي لديها، طرقاً مبتكرة ومن ضمنها “تيمو” لمساعدتها على توسيع عملياتها وبتكلفة قليلة.
وكان بدء المخبز المنزلي يعني أنه توجب عليها توظيف الأدوات المتاحة لديها ومنها الفرن المنزلي وفرنان هولنديان آخران. ومع تنامي الطلب على منتجاتها ازدادت حاجتها إلى أدوات أفضل، ولكن جوزمان كانت مصممة على توسيع نطاق عملها دون اقتراض الأموال.
عندها، اتجهت إلى “تيمو”، وقالت جوزمان في تعليقها: “لقد كان ’تيمو‘ عنصراً أساسياً للتغيير بالنسبة إلي، إذ أتاح لي توفير الأموال على المعدات والتغليف، ما سمح لي بالاستثمار في مكونات أفضل والتخطيط لتحقيق أهدافي طويلة الأمد مثل شراء فرن مخبوزات تجاري”.
وكانت المخبوزات بالنسبة لجوزمان أكثر من مجرد صناعة للخبر، بل كانت متعلقة أكثر بالروابط بين الأفراد. ولذلك، فقد تعاونت جوزمان مع مزودين محليين، وشاركت في أسواق المزارعين، ونظمت توزيع الخبز من أجل جمع الناس مع بعضهم البعض.
وتعتبر حادثة استلام أحد العملاء لطلبية لرحلة برية من اللحظات المفضلة لجوزمان التي علّقت ضاحكة: “لقد وضعت لوح التقطيع وسكين الخبز والزبدة في صندوق سيارتها، ولم تستطع الزبونة الانتظار قبل البدء بتناول الخبز، وهذا هو نوع الحماس الذي يجعل كل عملي الشاق يستحق العناء”.
لقد كان العمل بالمخبوزات بالنسبة لماليندا جوي في البداية مجرد وسيلة للتكيف.

بدأ الأمر كله عام 2023 عندما قام أحد الأصدقاء بإهداء السيدة جوي خبزاً مخمّراً. واستجابت جوي لاحقاً بتردد على نصيحة صديق لها ببيع الخبز المصنوع منزلياً لكي تتمكن من تسديد الفواتير الطبية المتراكمة. لكن رد الفعل على منتجاتها كان لافتاً وغير متوقع إذ تدفقت الطلبات ليس فقط من الأشخاص الذين يتوقون إلى خبز مخمّر طازج، ولكن أيضاً من الجيران الذين حرصوا على دعمها. وقالت جوي: “كان اللطف غير متوقع، وأكد لي أن الأمر لا يتعلق فقط بالخبز، بل بتجمع الناس معاً”.
وأصبح مخبزها المنزلي (Malinda Joy Sourdough) المتواجد في الولايات المتحدة قوة صغيرة ولكن مؤثرة في فعل الخير، إذ تقوم بالتبرع بجزء من إيرادات مبيعاتها لكي تضمن بأن يعود نجاحها بالنفع على آخرين. وأضافت: “إنه أمر مذهل أن نرى العديد من الناس من مختلف مشارب الحياة يجتمعون معاً على أمر بسيط كالخبز، إذ يقوم الأطفال والأهالي والأجداد والجدات باللقاء معاً والضحك والتعلم ومشاركة القصص معاً”.
يعتبر ضبط التكاليف أمراً على قدر كبير من الأهمية لتمكين جوي من تقديم المساعدة إلى المجتمع. وتعترف جوي بدور المتجر الإلكتروني “تيمو” في مساعدتها على الاستفادة الكاملة من الأموال التي استثمرتها في المشروع، حيث أصبحت قادرة من خلال الحصول على لوازم الخبز والمكونات ومواد التعبئة والتغليف وبأسعار معقولة، على زيادة ما يمكنها إعادة استثماره في مجتمعها.
وتابعت: “إذا استطعت توفير المال من لوازم العمل، فإنني سأكون قادرة على التبرع بالمزيد من الخبز، وتنظيم المزيد من الصفوف المجانية، واغتنام فرص أكثر لمساعدة الآخرين”.
ولا يتعلق الموضوع بالنسبة لخبّازين مثل هانا وماليندا بالخبز فقط، بل يتعلق بالروابط التي تقومان بإنشائها مع الآخرين، والتأثير الإيجابي في حياة الآخرين، والمجتمعات التي تساعدان على دعمها بكل رغيف تقدمانه.
ويقوم “تيمو” من خلال الأدوات عالية الجودة ومنخفضة الأسعار التي يوفرها، بتمكين الخبّازين المنزليين من النهوض والارتقاء إلى مستوى العمل، وتحويل شغفهم إلى شيء أكبر بكثير من مجرد الخَبز.