“ما نأكله” سبب توترنا وسعادتنا.. فما الحل؟
“كنتُ قلقاً وسريع الغضب وأعاني من صعوبة في النوم، إلى أن نصحني أحد الأصدقاء -وهو طبيب- بأن أُقلل قدر الإمكان من تناول السكر، الذي كنتُ أضيفه بكثرة إلى المشروبات الساخنة من قهوة ومتة وشاي، وبالفعل أصبحتُ بعدها أكثر هدوءاً، وتحسن نومي بشكلٍ واضح”، هذا ما يقوله محمود (36 عاماً) لـ”بزنس برس”.
كذلك يحكي حسن (30 عاماً)، لـ”بزنس برس”: “بعد أن امتنعتُ عن تناول الخبز، صرت أكثر تركيزاً ونشاطاً وقدرةً على التفاعل العاطفي مع محيطي الاجتماعي.. باختصار زادت سعادتي بعد أن تركتُ الخبز”.
يعزز كلام محمود وحسن مقولة أن الطعام قد يجعلك تشعر بالنشاط أو الإرهاق الشديد، ويعرف الأشخاص الواعون تلك العبارة، لذا يفكرون في تأثير طعامهم على محيط خصرهم وقلوبهم وشركائهم وصورتهم الاجتماعية، لكننا نادراً ما نعي تأثير الطعام على عقولنا ومزاجنا وطاقتنا النفسية والعاطفية.
خصوصاً بعدما أفاد نصف الذين يشعرون بالتوتر أنهم يستهلكون أطعمة ومشروبات غير صحية، وفقاً للمسح السنوي الذي أجراه المجلس الدولي لمعلومات الغذاء (IFIC).
كما أشارت دراسة نُشرت نتائجها في 25 يوليو الماضي، وأشرف عليها باحثون من جامعة بينجهامبتون، إلى أنّ ما نأكله يغير من شعورنا بالتوتر.
وخلصت الدراسة، التي شملت 1591 مشاركاً، أن اتباع نظام غذائي متوسطي؛ غني بالخضار الورقية والمكسرات والأسماك والفواكه والحبوب الكاملة، يساعد في خفض مستويات التوتر، وذلك لغناها بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تدعم صحة الدماغ وتنظم عمل النواقل العصبية، التي تتحكم بالمزاج والإجهاد.
في حين أن تناول نظام غذائي غربي تقليدي غني بالأطعمة المصنعة والأطعمة ذات المؤشر الجلوكوزي المرتفع مثل الخبز الأبيض والحلويات، له تأثير معاكس.
وكانت الوجبات السريعة والوجبات السكرية ومشروبات الكافيين مرتبطة -بشكل خاص- بمستويات أعلى من التوتر؛ من خلال تعزيز الالتهاب وتعطيل توازن الهرمونات التي تنظم التوتر.
وعندما نشعر بالتوتر والقلق، فإن أغلبنا يلجأ لتناول أطعمة عالية السعرات الحرارية لتقليل المشاعر السلبية، لكن دراسة أجرتها جامعة كولورادو ونُشرت نتائجها في 6 مايو الماضي، أوضحت أن تناول الأطعمة غير الصحية، مثل السمبوسة والبطاطس المقلية والبرغر عند الشعور بالتوتر يزيد مستويات القلق، حيث تعطل البكتيريا المعوية النافعة وتغير كيميائية الدماغ بطريقة تعزز القلق.
ولدعم البكتيريا النافعة، ينصح باحثون بتناول الأطعمة المخمرة والزبادي، لاحتوائها على البكتيريا اللبنية (اللاكتوباسيلوس)، ما يساعد في إدارة التوتر والوقاية من الاكتئاب والقلق، بعد دراسة أجروها في كلية الطب بجامعة فيرجينيا.
وللحفاظ على صحة نفسية متوازنة، ينصح الأطباء وأخصائيو التغذية النفسية بالتقليل من المقالي واستبدالها بالدهون الصحية الموجودة في الأفوكادو وزيت الزيتون، وتجنب المحليات الصناعية التي تؤذي الدماغ والاعتماد على العسل ورحيق الصبار، وتجنب طهي الطعام بزيت الذرة وزيت فول الصويا والاعتماد على زيت الزيتون وزيت الأفوكادو.