
موظفو “بزنس” العلاقات العامة PR.. ماذا ينقصهم؟
المراجع أو الزبون العابر قد يحكم على مدى نجاح المؤسسة الإدارية من خلال موظفين يُعتبرون البوابة الأساسية في ضمان استمرار العملية الإدارية بمجملها، فكل مَن يعمل في الشركة ابتداءً بموظف الاستقبال وانتهاء بالمدير العام مُطالب ببذل كل ما بوسعهم لجعل مؤسستهم في أحسن صورها..
هذه العملية بالطبع ليست عشوائية أو تعاني من قلة تخطيط، بل هي علم بحد ذاته يسمى بالعلاقات العامة Public Relations PR الذي يشمل في جانبه الأكبر الفن والإبداع الكافيين المتكاملين؛ فهو فن لاعتماده على خبرة وأداء الموظف ومدى امتلاكه لمهارات شخصية واتصالية، وعلم له مجموعة قواعد وقوانين يسير عليها.
علم العلاقات العامة يعتمد على مجموعة من الجهود والأنشطة التي تهدف إلى إقامة التفاهم بين المنظمة والمتعاملين معها من جهة وجعلها في صورة مثلى من جهة أخرى.
إذاً، العملية تستدعي دراسة سلوك الموظف منذ خضوعه لمقابلة القبول العملي والتأكد من سلامة أدائه وماهية اتجاهاته وكنه تجاربه، وهذه الموضوعات قابلة للتطوير بين فترة وأخرى، بيد أن هذا التفاهم والتعاطف الذي يُعتبر النواة الأولى لعمل المؤسسة لا يخلو من التقييم الدائم وجعله أهم أولويات المنظمة.
يوجد في كل مؤسسة مكتب للعلاقات العامة يضم مجموعة موظفين تقع على عاتقهم متطلبات المؤسسة وواجبات الروح الإدارية المتعلقة باختصاصهم. ولكن ألا يحق لنا أن نسأل عن تلك الصورة المثالية التي يجب أن يبدو بها موظف العلاقات العامة؟
في البدء، يجب على الموظف أن يعتبر نفسه جزءاً من منظومة الشركة المتكاملة وألا يظن نفسه منفصلاً عنها بأي حال من الأحوال حتى لا يؤثر ذلك على النتائج النهائية، وأن يتمتع بروح الفريق والعمل ضمن مجموعة مع تحمل ضغوط العمل، وإدراكه بأنه النواة الأساسية التي من خلالها يحكم الزبون على الشركة بالسلب أو الإيجاب، دون نسيان عوامل نستطيع ذكرها كاللباقة في الحديث مع الشركاء والزبائن، والمساهمة قدر الإمكان في قول الحقيقة، والتخطيط المسبق لما سيتفوه به، والاتسام بالصبر وعدم تجريد نفسه عن القطاع العام.
وبالإضافة إلى وظائف أخرى يجب شغلها بعناية في حال غياب طواقم فنية أخرى زميلة والتنسيق مع الإدارات العليا والوسطى والدنيا، فعند الحديث عن واقع العمل ضمن الشركات ولاسيما بين مراجعين يخطر ببالهم فوراً هؤلاء الموظفون العاملون في مصرف أو في شركات الاتصالات الذين يجب عليهم وضع طلبات مراجعيهم في أذهانهم والرد عليها بشكل لائق، فحين لا يجد المراجع ضالته في هذا المصرف مثلاً نظراً لسوء معاملة هذا الموظف سينصرف للعمل مع مصرف آخر وهكذا دواليك مع شركات وقطاعات أخرى كالنقل والأعمال الإدارية والإعلام وغير ذلك.
لذا، العنصر البشري “الموظف” بيده كافة الطرق المؤدية للحل، ويجب عدم التقليل من أهميته. وهنا أستطيع أن أبرز مجموعة من الخصائص التي لا يمكن إغفالها بالنسبة له في رفع الروح المعنوية والذاتية وتنمية المهارات الإدارية، وهي:
أولاً: قوة الشخصية: تستدعي القدرة على التأثير بالآخر وإقناعه بوجهة نظر المؤسسة، فضلاً عن الموضوعية والنزاهة والصدق في العمل واحترام المواعيد والقدرة الجيدة على التعامل مع الآخرين واللباقة في التحدث، فكل عنصر من هذه العناصر يحتاج إلى بحوث ودراسات.
ثانياً: الثقافة الشخصية والتثقيف الذاتي: فهم العملية التي يعمل بمقتضاها وتفسير أهداف ووظائف المؤسسة ضمن الإطار العام وعدم ترك المجال للآخرين ليأخذوا مكانه أو يوجهوا له ملاحظات تتعلق بعمله، ولاسيما من الناحية السلبية وإمكانية تلافيها إن وجدت.
إضافة إلى هذين العنصرين، فالفرد يعمل ضمن مؤسسة، وبالتالي هو ملزم بتنفيذ سياساته لكن بفعالية وكفاءة إدارية تامة، وخلق حالة من التوازن بين الموارد البشرية والمادية وإلغاء سياسة الهدر من قاموسه العملي.
وعليه، فإن المطلوب من المدير العام التعامل الممتاز مع كوادر العلاقات العامة والعمل على تهيئتهم بشكل مستمر والتقدير الكافي لمجهوداتهم في إيصال سفينة المؤسسة إلى شاطئ الأمان، وكذلك حسن التعامل مع العوامل الداخلية والخارجية التي تقف في وجه الأهداف المنوطة بالموظفين في عملهم والعمل على حلها كفريق واحد..
هذا بالإضافة إلى إقامة ورشات عمل وجلسات تدريب وتقييم مستمرة وتحديد المزيد من المكافآت ووقت الراحة، والأهم كما قلت سابقاً هو الإيمان بأهمية علم العلاقات العامة ووضع موظفين مناسبين سواء في الاستقبال أو في مراكز أخرى.