هل يمكن حدوث حمل بخصية واحدة؟

رُزق الأهل بمولودهم الأول “أحمد”، بعد طول انتظار، وكان بصحة جيدة، إلى أن ظهر لديه ”طفح الحفاض“، وخلال فحص ممرضة المركز الصحي القريب للمنطقة التناسلية، لاحظت وجود خصية واحدة فقط في كيس الصفن..

خاف الأهل وبدؤوا بطرح الأسئلة: هل يؤثر وجود خصية واحدة فقط على نموه؟، والأهم هل سيتمكن الطفل من الإنجاب مستقبلاً؟، لكن الممرضة لم تستطع إعطاءهم إجابة مؤكدة، وأخبرتهم أن حالة طفلهم أحمد بحاجة لتقييم طبيب أخصائي بجراحة الأطفال.

يُعاني أحمد من حالة تُسمى الخصية الهاجرة أو المعلقة، وهي فشل إحدى الخصيتين أو كلتاهما في النزول من البطن إلى كيس الصفن، وتعد من أكثر العيوب الخلقية شيوعاً في الجهاز التناسلي الذكري، حيث تُشاهد عند 3% من المولودين بتمام الحمل، و30% من الأطفال الخدج (المولودين قبل أوانهم)، لكن حوالي 80% من حالات الخصية المعلقة تنزل عفوياً خلال السنة الأولى من الحياة.

وفي مراجعة أجراها معهد أنديجان الطبي الحكومي في أوزبكستان في عام 2023، تبين أن عملية تثبيت الخصية (إرجاع الخصية إلى كيس الصفن) هي جراحة ناجحة بنسبة 98%، وبعدها ينمو معظم الأطفال بشكل طبيعي، ويُنجبون مثل جميع الذكور الأصحاء، وهذا ما لن يحدث في حال بقيت الخصية خارج الصفن.

وشددوا على ضرورة إجراء فحوصات سريرية روتينية بعد نجاح العملية في فترة المراهقة، وتعلم إجراء فحص ذاتي للخصية كل شهر.

وفي دراسة أخرى نُشرت في مجلة جراحة المسالك البولية في 2016، شملت 63 رجلاً، خضع 41 منهم لعملية تثبيت الخصية، و22 آخرين لعملية استئصال خصية واحدة، اكتشف الباحثون أن معدل الحمل في مجموعتي تثبيت الخصية واستئصالها كان 90.2% و90.9% على التوالي، علماً أن معدل الحمل المقبول بين عامة السكان هو 82% إلى 92%.

ومن المعروف أن كل خصية تُنتج ملايين الحيوانات المنوية، وعندما لا تكون إحدى الخصيتين موجودة، تستمر الأخرى في العمل، ما يعني أن فقدان خصية واحدة لا يعني العقم.

وفي هذا السياق، يقول رونالد تاملر، طبيب مُتخصص في الغدد الصم ”إن خصية واحدة كافية لإنتاج السائل المنوي وهرمون التستستيرون، رغم انخفاض إنتاج وجودة الحيوانات المنوية“، محذرا أن “استخدام مكملات التستستيرون سيؤدي لتثبيط إنتاج السائل المنوي وسيكون له نتائج عكسية”.

ويشدد أطباء الاختصاص على ضرورة متابعة الزيارات الدورية لمرضى الخصية المعلقة، ويحذرون إهمالها لأن وجود الخصية خارج الصفن قد يؤدي لخسارتها أو تسرطنها، ويؤكدون أن العمل الجراحي هو الأنسب في أغلب الحالات، حيث يحافظ على التطور الطبيعي للطفل ويعزز الخصوبة والقدرة الإنجابية ولا يسيء لها كما يعتقد البعض.

شارك المقال: