آثار التدخين تستمر لسنوات طويلة بعد تركه
يعد التدخين السبب الرئيس للوفيات التي يمكن الوقاية منها، ويتسبب سنوياً بأكثر من 480 ألف حالة وفاة في الولايات المتحدة، فيما يشكل 90% من مجمل وفيات سرطان الرئة، و80% من وفيات الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، بحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
وأفادت دراسة نُشرت في 14 فبراير/شباط الجاري بمجلة Nature، وشملت أكثر من 1000 فرد سليم، أن التدخين يؤثر على المناعة بشكل جذري، حيث يعطل ردة الفعل الفورية تجاه العدوى، وله تأثير جذري على المناعة امتد لسنوات طويلة بعد الإقلاع عنه، ما يزيد فرصة الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، مثل الروماتيزم والذئبة.. وعندما أقلع المُشاركون عن التدخين، تحسنت أجهزتهم المناعية.
وعليه، تنصح الدكتورة فيولين سان أندريه، مؤلفة مشاركة في الدراسة، في تصريح لشبكة CNN: “الرسالة الأساسية التي تقدمها دراستنا، هي التوقف عن التدخين في أقرب فرصة، وأخص الشباب في نصيحتي هذه”.
إلى ذلك، استشعرت الدول المتقدمة هذا الخطر، حيث رفعت فرنسا سعر علبة السجائر، وحظرت التدخين في الأماكن العامة، مثل الشواطئ والغابات والحدائق، وصرح المسؤولون أن الهدف هو خلق جيل “خالٍ من التبغ” بحلول عام 2032.
ويسعى الملايين حول العالم للإقلاع عن التدخين، لكن نسب الفشل تبقى عالية، ما دفع العلماء إلى مزيد من البحث عن طرق أكثر نجاحاً، كما كشفت دراسة نُشرت مؤخراً في مجلة Cochrane Library أن السيتيسين الموجود بشكل طبيعي في البذور ومركبب الفارينيكلين الصنعي أكثر فعالية من معظم الطرق الأخرى في الإقلاع عن التدخين.
ويحاكي السيتيسين بعض تأثيرات النيكوتين، وبالتالي يقلل من أعراض الانسحاب ويجعل التدخين أقل متعة، ويعد أكثر فائدة في الأسابيع الأربعة الأولى من ترك التبغ.
وحول البدائل الأخرى، ينقسم الخبراء ما إذا كان من الحكمة تقديم السجائر الإلكترونية باعتبارها بديلاً لطيفاً للسجائر التقليدية؛ يحذر البعض من أنها تشجع على استبدال إدمان غير صحي بآخر، بينما يصر آخرون على أنها الطريقة الأكثر واقعية لإنقاذ حياة المدخنين.
وختاماً، ينصح الأطباء باتباع تقنيات الإشغال للتقليل من التدخين مثل العلكة، وإشغال اليدين بالتسالي والألعاب، وملء أوقات الفراغ بالنشاطات الممتعة والمفيدة، مثل الرياضة والخروج في الهواء الطلق وتقوية العلاقات الاجتماعية.