بعد الإدارة الجديدة .. قناة “سوريا دراما” إلى أين؟

كثيراً ما كانت قناة “سوريا دراما” تمتنع عن عرض مسلسلات مهمة من رتبة “الفصول الأربعة”، لوجود بعض الفنانين المعارضين للنظام السابق بين فريق العمل، وفي بعض الأحيان كانت تعرض بعض تلك المسلسلات لكنها تقوم بمنتجة شارة العمل حتى لا يظهر اسم أحد الأبطال لكونه معارضاً.

مثل هذه التصرفات اللامهنية واللاأخلاقية بحق الفنانين السوريين جعلت الكثير من الممثلين، حتى الذين ظلوا في البلد، يرفضون الظهور على شاشتها وضمن برامجها، إلا ما ندر، خاصةً أن السلوكيات كانت تتعدى الاصطفافات السياسية إلى ما هو أعمق منها؛ كأن يكون مقدِّم البرنامج لا يعرف شيئاً عن موضوع الحلقة التي يقدمها، بل يكتفي بأن يكون مجرد قارئ لأسئلة المُعدّ المكرورة عن مقابلات صحفية أو إعلامية سابقة.

الآن، مع الحقبة الجديدة التي تعيشها سوريا عموماً، والإعلام الرسمي على وجه الخصوص، تم إغلاق بث جميع المحطات السورية من الفضائية إلى التربوية والإخبارية وقناة شام وأيضاً سوريا دراما، في سبيل إعادة هيكلتها تنظيمياً وبرامجياً، ورفدها بكوادر مؤهلة ذات كفاءات عالية، وليست موظفة على أساس الولاءات للنظام البائد فقط.

العارفون ما زالوا يتحدثون عن موضوع الفائض الكبير في أعداد العاملين في تلك القنوات ومنها سوريا دراما، بحيث أن قائمة الأسماء التي يتم إدراجها في كل برنامج قادرة لوحدها أن تدير ثلاث محطات تلفزيونية، وطبعاً ذلك يتم من أجل صرف مكافآت لغير مستحقيها، ضمن أسلوبية في الفساد المالي التي كانت هيئة الإذاعة والتلفزيون تعاني منها على مدار عقود.  

إعادة الهيكلة ووضع قنوات التلفزيون السوري على السكة المهنية الصحيحة تحتاج إلى قرارات حازمة، ورؤية صائبة، ودراية علمية، وأصحاب اختصاص ومعرفة عالية بالإدارة وآليات تنفيذ الخطط الموضوعة.

وكثر الحديث في الآونة الأخيرة، عن عدم صوابية اختيار “علاء برسيلو” الذي تم تعيينه كمدير للهيئة العامة والإذاعة والتلفزيون، إذ كيف لمدير صفحة “فيسبوك” أن يدير هيئة بهذا الحجم والأهمية.

وحتى الآن لم يصدر “برسيلو” أي قرار يجعلنا قادرين على الحُكْم حول أهليته المهنية، ورؤيته لمستقبل الهيئة بقنواتها العديدة، ونتمنى أن يتحقق معه مثل “الحجر الذي لا يعجبك قد يفجّك”..

لا نريد بعد الخلاص من تعيينات الولاء التي كانت هي المسيطرة خلال ولاية النظام البائد أن تتكرر بعد التحرير، لاسيما أن مستقبل الإعلام السوري ينبغي أن يكون مُشرِقاً بكفاءات السوريين المشهود لها.