“بزنس الضحك” و”فاصل من اللحظات اللذيذة” (فيديو)
تعليق صوتي: إبراهيم جلال
بصمة خاصة حققها الفيلم الكوميدي الفانتازي المصري “فاصل من اللحظات اللذيذة” (تأليف شريف نجيب وجورج عزمي، وإخراج أحمد الجندي)، داغماً بين ذكاء السيناريو بفكرته المغايرة عن السائد، وحيوية الإخراج بأسلوبيته الفريدة.
مواءمة قلَّما تحصل ضمن السينما العربية، خاصةً في ظل المعالجة الأخاذة لفكرة جميلة، تسعى لاختراق عوالم جديدة، بالتكافل مع معطيات النص والصورة، الشخصيات والأحداث والحبكة والأداء التمثيلي والرؤية الإخراجية بعوالمها كافة.
يدور الفيلم حول عائلة المهندس المعماري صالح (هشام ماجد) الذي يعيش حياة غير سعيدة مع زوجته درية (هنا الزاهد) وابنه المشاكس (الطفل جان رامز)، وذلك رغم سهولة جعل حياتهم أفضل بسبب الإمكانيات المادية الكبيرة التي يمتلكونها.
وبمفاجأة غير متوقعة، يعثر الزوج على “طاقة الفرج” وهي عبارة عن فجوة زمنية تقوده إلى عالم مواز يكون فيه بشخصية أخرى تختلف عن الأصل بالشكل وأسلوب الحياة، بحيث يبدو أكثر سعادة مع زوجته وطفله اللذين بدورهما يصبح لهما نسخ أفضل.
وبالانتقال بين الزمنين والعالمين، تتغير حياة صالح، فمرة يهرب من واقعه الحقيقي، وتارةً ينبهر بواقعه الجديد، لكن في النهاية يأخذ المهندس قراراً بأن يهندس حياته بأكملها ضمن العالم الموازي.. وبالمثل تفعل “درية” وتنتقل عبر فجوة الزمن إلى واقعها الجديد الزاخر بالسعادة والأمل والاستقرار النفسي والعاطفي..
لكن حينها يواجه الزوجان خطر انكشاف أمرهما، لذا يضطران للمغامرة والعودة إلى واقعهما البائس من جديد، فتحدث مواجهة استثنائية بين النسخ كلها، ما يعزز الأحداث ونكهتها الكوميدية.
اللذاذة والمتعة لم تكن على صعيد الحكاية، وإنما على المستوى البصري، إذ إن المخرج الجندي اتبع أسلوباً مختلفاً عن أعماله السابقة وخاصة مسلسله “الكبير أوي”، جاعلاً من روح الكوميديا تتألق سواء بإدارته لممثليه أو اعتماده على ازدواجية مواقفهم وسلوكياتهم إضافة إلى الأفيهات الكثيرة والتي تأتي في مكانها.
وبين خفة دم هنا الزاهد والحضور العذب لهشام تحققت ثنائية كوميدية مميزة، زاد من ألقها الشراكة مع “محمد ثروت” بشخصية جار العائلة الداعم لهم في أصعب المواقف، وخاصةً في موقف المواجهة الأخير.
لم تمض أي ثانية من عمر الفيلم من دون إضحاك ومتعة ودعابة، لدرجة أنه جاء متوائماً تماماً مع عنوانه، وشكَّل فعلاً فاصلاً من اللحظات اللذيذة التي تُنسيك صعوبات العيش بعد أن تندغم مع هناءة السينما وكوميدياها المزدهرة، خاصةً مع فريق الغرافيك بقيادة عمرو عاكف ومحمود طاحون الذي شحن أجواء العمل بجَمال إضافي ساهم في إنجاحه الذي تحقق أيضاً على شباك التذاكر منذ الأيام الأولى لعرضه، وكذلك بعد أن عُرِض على الكثير من المنصات.