
سُتيتة بنت الحسين المحمّلي.. عالمة الرياضيات العملاقة
الملخص
تتناول هذه الورقة العلمية سيرة العالمة المسلمة سُتيتة بنت الحسين المحمّلي، التي عاشت في القرن الرابع الهجري، وساهمت في مجالات الرياضيات والفقه والحديث.
تسلط الورقة الضوء على بيئتها الاجتماعية والثقافية، وإنجازاتها العلمية، وسماتها القيادية، بالإضافة إلى ما كُتب عنها في التراث الإسلامي والدراسات الاستشراقية، وموقعها في الدراسات الأكاديمية المعاصرة. وتخلص الورقة إلى أهمية تجربة سُتيتة في إثراء النقاش حول دور المرأة في العلوم الإسلامية.
السيرة الذاتية
وُلدت سُتيتة بنت الحسين المحمّلي في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) في بغداد، عاصمة الخلافة العباسية ومركز العلم والثقافة آنذاك. تنتمي إلى أسرة علمية مرموقة، حيث كان والدها الحسين بن علي المُهمَلي من العلماء المعروفين في عصره. تلقت سُتيتة تعليمها في بيئة علمية، وبرزت في مجالات متعددة، منها الرياضيات والفقه والحديث.
البيئة التي نشأت فيها
نشأت سُتيتة في بغداد خلال العصر العباسي، الذي شهد ازدهارًا علميًا وثقافيًا كبيرًا. كانت بغداد آنذاك مركزًا للعلماء والمفكرين، واحتضنت العديد من المدارس والمكتبات. في هذه البيئة، تمكنت سُتيتة من التعلم والتفاعل مع كبار العلماء، مما ساهم في تطوير مهاراتها العلمية.
أبرز إنجازاتها
الرياضيات: برعت سُتيتة في علم الحساب، وخصوصًا في مسائل الفرائض (المواريث)، حيث كانت تُحلّ المسائل المعقدة التي عجز عنها غيرها.
الحديث والفقه: كانت محدّثة وفقيهة، ودرّست الحديث الشريف، وروت عن شيوخ عصرها، مما يدل على مكانتها العلمية.
التدريس: قامت بتعليم الطلاب والطالبات، وكان لها مجلس علمي يحضره العديد من طالبي العلم.
ملامح شخصيتها القيادية
الذكاء والفطنة: عُرفت بذكائها الحاد وقدرتها على حل المسائل المعقدة.
الجرأة في الطرح: لم تتردد في مناقشة العلماء وإبداء رأيها في المسائل العلمية.
الالتزام الديني: كانت ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي، وحرصت على تعليمها ونشرها.
المؤلفات أو الكتب عنها
لم يُنسب إلى سُتيتة مؤلفات خاصة بها، ولكن ذُكرت في كتب التراجم والسير، مثل:
• ابن خلكان، وفيات الأعيان.
• الذهبي، سير أعلام النبلاء.
• ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم.
حديث علماء المسلمين عنها
أشاد العلماء المسلمون بسُتيتة، واعتبروها من النساء العالمات في عصرها. ذكرها ابن خلكان في وفيات الأعيان، وأثنى على علمها وفضلها. كما أشار الذهبي إلى مكانتها العلمية في سير أعلام النبلاء.
آراء المستشرقين عنها
لم تحظَ سُتيتة باهتمام كبير من قبل المستشرقين، ربما بسبب قلة المعلومات المتوفرة عنها. ومع ذلك، فإن بعض الدراسات الغربية التي تناولت دور المرأة في الإسلام أشارت إلى وجود نساء عالمات في التاريخ الإسلامي، ومنهن سُتيتة.
مراكز البحوث والدراسات عنها
الجامعات الإسلامية: تناولت بعض الجامعات الإسلامية سيرتها ضمن برامج دراسات المرأة والتاريخ.
المراكز البحثية: قامت بعض المراكز البحثية بإعداد دراسات حول دور المرأة في العلوم الإسلامية، وذكرت سُتيتة كمثال على ذلك.
خاتمة
تُعد سُتيتة بنت الحسين المُهمَلية مثالًا بارزًا على دور المرأة في العلوم الإسلامية خلال العصر العباسي. برعت في مجالات متعددة، وتركزت إنجازاتها في الرياضيات والفقه والحديث. تسلط سيرتها الضوء على أهمية البيئة العلمية والثقافية في تمكين المرأة من المساهمة في النهضة العلمية. إن دراسة سيرتها تُسهم في فهم أعمق لدور المرأة في التاريخ الإسلامي، وتُبرز الحاجة إلى المزيد من البحث والتوثيق لهذا الدور.
المراجع:
ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1977.
الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1985.
ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 1992.
عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، المرأة في الإسلام، دار المعارف، القاهرة، 1967.
فاطمة المرنيسي، نساء على أجنحة الحلم، ترجمة: فاطمة الزهراء أزرويل، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 1998.
لقراءة المزيد من المقالات ذات الصلة: