
تعزيز العلاقات المستدامة في منتدى الجامعات الاستوائية بالصين
شاركت كلية أبوظبي للإدارة ADSM، ممثلةً بالدكتورة كونستانس فان هورن، في قمة رابطة الجامعات الاستوائية LTU، التي انعقدت في جامعة هاينان بمدينة هايكو الصينية، في الفترة من 13 إلى 16 أبريل الجاري، وفقاً لبيان صحفي وصل موقع “بزنس برس”.
وبحسب البيان، عادت الدكتورة كونستانس فان هورن، مديرة مكتب العلاقات الدولية والتطوير التنفيذي في كلية أبوظبي للإدارة، من زيارة رفيعة المستوى إلى مدينة هايكو بمقاطعة هاينان في الصين، حيث شاركت في قمة ومعرض التعليم لرابطة الجامعات الاستوائية.
وتعتبر الكلية، إحدى المؤسسات التابعة لغرفة أبوظبي، من أبرز كليات إدارة الأعمال الرائدة في دولة الإمارات، إذ تلتزم بتمكين قادة المستقبل من خلال برامج في الإدارة الرقمية، والذكاء الاصطناعي، وتحليلات الأعمال، والاستدامة. وتعكس مشاركتها الفعّالة في الشبكات الأكاديمية العالمية رسالتها في الجمع بين التميز الإداري والتأثير الواقعي، بحسب البيان.
جمعت القمة ممثلين عن جامعات المناطق الاستوائية، ومسؤولين حكوميين، ومنظمات دولية لمناقشة مستقبل التعليم العالي والبحث العلمي في تلك المناطق.

واستضافت جامعة هاينان هذا الحدث الذي تضمّن منتديات حول التعليم الرقمي الدولي، والزراعة الاستوائية عالية الكفاءة، ومفهوم “صحة واحدة” في مجال الصحة العامة، والتبادل الثقافي، والتنمية الخضراء.
وقالت الدكتورة فان هورن: “كان من الملهم رؤية خبراء من مختلف أنحاء المناطق الاستوائية يتبادلون الأفكار حول التنمية المستدامة. لقد كان هناك روح حقيقية من التعاون، تهدف إلى تحويل التحديات الفريدة التي نواجهها في مناطقنا إلى فرص.”
ومن أبرز محطات زيارة الدكتورة فان هورن كانت زيارتها لمختبر البروفيسور فنغ آيقوه في جامعة هاينان، وهو باحث بارز في علوم الأغذية.
ونقلت الدكتورة فان هورن فكرة مشروع مستوحاة من هذه الزيارة إلى طلبة ماجستير إدارة الأعمال في كلية أبوظبي للإدارة، لتكون موضوعًا لأطروحة تركز على تطوير منتج محلي ونموذج عمل مخصص لسوق الخليج، باستخدام كولاجين مستخرج من بقايا تربية أسماك التيلابيا.
وتُعد التيلابيا من الأسماك المستزرعة الشائعة في هاينان، حيث تُنتج جلودًا وعظامًا غنية بالكولاجين تُعتبر نفايات عادةً. ويهدف المشروع إلى تحويل هذه المخلفات المائية إلى منتجات حيوية ذات قيمة عالية – مثل مكملات الكولاجين أو مكونات العناية بالبشرة – تتناسب مع احتياجات المستهلكين في الشرق الأوسط.
تكتسب الفكرة أهمية خاصة في هاينان، إحدى أبرز مناطق إنتاج التيلابيا في الصين، حيث ينتج المزارعون نحو 300,000 طن من التيلابيا سنويًا، ما يوفر كميات كبيرة من المنتجات الثانوية القابلة لإعادة الاستخدام.

وقالت الدكتورة فان هورن: “نحن نحوّل بقايا تربية الأسماك إلى منتج يعزز العافية في الخليج. إنه مكسب مزدوج للاستدامة والأعمال”، مشيرة إلى أن الفكرة تمزج بين خبرة هاينان في الاستزراع السمكي ورؤية أبوظبي للسوق.
ويسلط مشروع الكولاجين المبتكر الضوء على الفرص المتنامية في مجالي ريادة الأعمال المستدامة والتقنيات الحيوية. إذ يتزايد الطلب العالمي على الكولاجين البحري، في ظل تزايد شعبية الكولاجين المستخرج من الأسماك كبديل صديق للبيئة عن المصادر الحيوانية مثل الأبقار والخنازير.
وتقدّر قيمة سوق الكولاجين السمكي بأكثر من 1.1 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن تتجاوز 1.6 مليار دولار خلال العامين المقبلين.
ويعزو الخبراء هذا النمو إلى الاستخدامات المتنوعة للكولاجين في مستحضرات التجميل والمكملات الصحية والتطبيقات الطبية الحيوية، بالإضافة إلى تزايد إقبال المستهلكين على المنتجات “الخضراء”.
وتشهد منطقة الخليج أيضًا طلبًا متزايدًا على منتجات الجمال والصحة القائمة على الكولاجين، بما يتماشى مع الاتجاهات التي يسعى كل من الدكتورة فان هورن والبروفيسور فنغ إلى الاستفادة منها.
وقال البروفيسور فنغ، المتخصص في علوم الأغذية والتقنيات الحيوية: “من خلال الاستفادة من البحوث في هاينان والخبرة الريادية في أبوظبي، نأمل في تطوير منتج ملائم ثقافيًا وتجاريًا لمنطقة الخليج”، مشيرًا إلى أن الكولاجين البحري يُعد أكثر أمانًا وقبولًا في العديد من الأسواق، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، مقارنة بمصادر الكولاجين الحيوانية الأخرى.

وبعيدًا عن المشروع الفردي، ساهمت مشاركة الدكتورة فان هورن في قمة رابطة الجامعات الاستوائية في تعزيز الروابط الأوسع بين أبوظبي وهاينان؛ فعلى هامش المنتدى، التقت بعدد من قادة المؤسسات التعليمية وبحثت برامج التبادل التي يمكن أن تتيح للطلبة والباحثين من دولة الإمارات التوجه إلى هاينان والعكس.
وأعربت الدكتورة فان هورن عن حماسها لانضمام أبوظبي إلى هذه الشبكة: “هناك إمكانات هائلة لتعاون أعضاء هيئة التدريس والطلبة في مجالات البحوث والابتكار المتعلقة بالمناطق الاستوائية”، مشيرة إلى مجالات الزراعة المستدامة وعلوم البحار والطاقة المتجددة كمصالح مشتركة.
وأضافت: “بناء جسور بين الخليج وهاينان لا يثري المعرفة الأكاديمية فحسب، بل يعزز أيضًا التفاهم الثقافي”.
للاطلاع على المزيد من المواد الإعلامية ذات الصلة في “بزنس برس”: