
“بزنس” الفن العالمي يسجل 57.5 مليار دولار في 2024
أصدرت مؤسسة “آرت بازل” بالتعاون مع “يو بي إس”، مؤخرًا، النسخة التاسعة من تقرير سوق الفن العالمي لعام 2025، والذي يُعد تحليلًا اقتصاديًا معمقًا لأداء سوق الفن العالمي خلال عام 2024، وفقاً لبيان صحفي وصل موقع “بزنس برس”.
أعدّت التقرير الخبيرة الاقتصادية في الشأن الثقافي، الدكتورة كلير ماكندرو، التي أسست شركة “آرت إيكونوميكس”.
ويسلط التقرير الضوء على أداء مختلف القطاعات في السوق، بما في ذلك المعارض الفنية والتجار ودور المزادات والمعارض الدولية، وذلك في سياق التطورات الاقتصادية والمالية التي شهدها العالم خلال العام الماضي، بحسب البيان.
وقالت الدكتورة كلير ماكاندرو، مؤسِسة شركة “آرت إيكونوميكس”، إن من أبرز المؤشرات الإيجابية التي شهدها سوق الفن العالمي في عام 2024، رغم تراجع قيمته للعام الثاني على التوالي، هو النمو اللافت في مبيعات الأعمال الفنية ذات الأسعار المتوسطة والمنخفضة.
وأشارت إلى أن الأعمال التي تقل قيمتها عن 50 ألف دولار سجلت زيادة في حجم التداول، ما يعكس قدرة التجار ودور المزادات على جذب شريحة جديدة من المشترين، وبالتالي توسيع قاعدة السوق وتنويعها.
وأضافت ماكاندرو أن استمرار هذا التوسع، خاصة من خلال تعزيز حركة تداول الأعمال الفنية عبر الحدود، يمثل عاملاً حاسمًا في ضمان النمو المستدام لسوق الفن العالمي.
وبدوره، أوضح بول دونوفان، كبير الاقتصاديين في “يو بي إس لإدارة الثروات العالمية”، أن معظم الاقتصادات المتقدمة شهدت تراجعًا تدريجيًا في عام 2024، والتوقعات المستقبلية تبدو مستقرة من منظور اقتصادي. لكن السياسة تُضيف حالة من عدم اليقين، مع تنامي التوجه نحو القومية الاقتصادية وما يرافقه من سياسات حمائية، وتقييد لحركة انتقال الأيدي العاملة ورؤوس الأموال.
وأضاف: “في ظل التحولات الحاصلة بتوزيع الثروة والمشهد الاقتصادي العالمي، نشهد نقطة تحول في سوق الفن. فبالرغم من انخفاض قيمة المبيعات الإجمالية، إلا إن ارتفاع عدد المعاملات وظهور مشترين جدد يشير إلى قدرة السوق على التكيف وجذب مشترين جدد. وفي حين أن التغيير الاقتصادي قد يكون مرهقًا، إلا أنه يخلق فرصًا جديدة وواعدة.”
ومن جانبه، قال نوح هورويتز، الرئيس التنفيذي لـ “آرت بازل”: “بالرغم من التراجع التدريجي في سوق الأعمال الفنية الراقية عام 2024، نتيجة حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، وتغير سلوك هواة جمع الأعمال الفنية، إلا أنه برز عدد كبير من المشترين الجدد وتسارعت وتيرة المبيعات وارتفعت المعاملات في المعارض الفنية”.
وأضاف أن هذه الاتجاهات تؤكد أهمية توسيع الشبكات ووضع استراتيجيات فعالة للتواصل مع الجمهور، من أجل التكيف والنجاح في بيئة الأعمال الحالية. وقد أكدت نسخة آرت بازل في هونغ كونغ ذلك ببداية قوية لعام 2025، مع مشاركة نشطة من جماهير جديدة من آسيا ومناطق أخرى حول العالم”.
نتائج التقرير الرئيسية تشمل:
- مبيعات سوق الفن العالمي بلغت نحو 57.5 مليار دولار في عام 2024، وسط أجواء من عدم اليقين الاقتصادي.
- انخفضت المبيعات العالمية بنسبة 12% على أساس سنوي، مع تراجع سوق السلع الفاخرة بعد الانتعاش القوي الذي شهدته ما بعد الجائحة حتى عام 2022، ما يشكل تباطؤًا في هذه الفئة للعام الثاني على التوالي.
- ارتفع عدد المعاملات بنسبة 3% ليصل إلى 40.5 مليون دولار في عام 2024، ما يعكس استمرار الديناميكية، لا سيما في الفئات الأقل سعرًا، حيث ساهمت المشاركة المتزايدة في الفئات السعرية المعقولة بدفع الزخم لكل من المعارض ودور المزادات.
أداء الأسواق الرائدة والمناطق الرئيسية:
الولايات المتحدة: احتفظت بمكانتها الرائدة في سوق الفن العالمي بمبيعات بلغت 24.8 مليار دولار، رغم انخفاضها بنسبة 9% على أساس سنوي، لكنها شكّلت 43% من إجمالي قيمة المبيعات العالمية.
المملكة المتحدة: استعادت المركز الثاني مستحوذة على حصة 18% بعد أن بلغت مبيعاتها 10.4 مليار دولار، بانخفاض طفيف قدره 5% مقارنة بالعام 2023.
الصين: تراجعت من المركز الثاني إلى الثالث بحصة 15% من السوق العالمي، حيث انخفضت مبيعاتها بنسبة 31% إلى 8.4 مليار دولار.
معظم الأسواق الأوروبية الرئيسية: شهدت تباطؤاً في المبيعات، حيث بلغت مبيعات فرنسا 4.2 مليار دولار محافظةً على حصتها البالغة 7% من السوق العالمي، ما يجعلها رابع أكبر سوق عالميًا. وبلغ إجمالي مبيعات الاتحاد الأوروبي 8.3 مليار دولار.
آسيا: أداء السوق كان متفاوتًا، مع تسجيل اليابان نموًا نسبته 2% على أساس سنوي، مخالفًا للاتجاه العام.