
4 اتجاهات للأعمال والتكنولوجيا وتجربة العملاء في 2025
ناجي حداد، نائب الرئيس في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى “ديلفركت”
في عام 2025، ثمة العديد من الاتجاهات الرئيسية التي تعمل على إعادة تشكيل كيفية عمل المطاعم وتفاعُلها مع العملاء. وتُعد مواكبة تلك الاتجاهات أمراً بالغ الأهمية للعلامات التجارية التي تعمل في مجال خدمات الطعام للحفاظ على ميزة تنافسية ولتلبية توقعات المُستهلكين المتطورة.
تبنّي مثل هذه التحولات من شأنه أن يساعد المطاعم والمتاجر في الحفاظ على أهميتها، وتحسين تجربة العملاء، والاستفادة من فرص النمو الجديدة.

تعرض هذه المقالة 4 اتجاهات محورية يجب على شركات خدمات الطعام اتباعها لتحقيق النجاح في السنوات القادمة، مع التركيز على تقاطُع الأعمال والتكنولوجيا وتجربة العملاء.
1– الذكاء الاصطناعي والأتمتة: إحداث ثورة في العمليات
لم يعد كل من الذكاء الاصطناعي والأتمتة عبارة عن مفاهيم مستقبلية فحسب، بل أصبحا من ضروريات العصر الحالي؛ حيث تعمل تلك التقنيات على تحويل العمليات من خدمة العملاء إلى العمليات الداخلية، ما يخلق كفاءات وفرصاً جديدة للنمو.
وهذه هي المجالات الرئيسية التي سوف يقوم الذكاء الاصطناعي بإحداث فرق فيها خلال عام 2025، ما يؤدي إلى تحسينات تشغيلية كبيرة وتعزيز تجارب العملاء بشكل عام.
وفيما يلي بعض المجالات الأكثر أهمية لصناعتنا:
تحسين خدمة العملاء
أصبحت روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لا غنى عنها الآن للتعامُل مع استفسارات العملاء، وإدارة ما يصل إلى 80% من الاستفسارات تلقائياً. وهذا ما يقلل من عبء العمل على الموظفين البشريين، ويعمل على تحسين أوقات الاستجابة ويسمح للموظفين بالتركيز على التفاعلات المعقدة ذات القيمة العالية. ومن خلال ضمان استجابات سريعة وفعالة، يُمكن للمطاعم تعزيز رضا العملاء وبناء الولاء.
تحسين قوائم الطعام والأرباح
يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز الربحية من خلال تحسين قوائم الطعام بناءً على تفضيلات العملاء وتكاليف المكونات واتجاهات السوق. ويمكن لهندسة قائمة الطعام الذكية أن تزيد الأرباح بنسبة تصل إلى 15%، وهي تُعتبر زيادة كبيرة في صناعة معروفة بهامش الربح المحدود. جنباً إلى جنب مع التحليلات التنبؤية، تسمح تلك الرؤى المُستندة إلى الذكاء الاصطناعي للعلامات التجارية في مجال خدمات الطعام بتحسين عروضها والبقاء في صدارة مُتطلبات المستهلكين.
تبسيط العمليات
يساعد الذكاء الاصطناعي أيضاً على إدارة المخزون وتحسين سلسلة التوريد، حيث تساعد التحليلات التنبؤية في التنبؤ بالطلب بشكل أكثر دقة، مما يُقلل من إهدار الطعام ويضمن توافر المنتجات الأكثر طلباً دائماً في المخزون – مما يقلل التكاليف ويعزز رضا العملاء. عن طريق دمج هذه التقنيات، يمكن للمطاعم إنشاء هيكل تشغيلي أكثر مرونة وكفاءة.
معالجة التحديات المتعلقة بالتوظيف
إن كلاً من الذكاء الاصطناعي والأتمتة يقدمان حلاً لنقص الموظفين من خلال تولي المهام الروتينية مثل تلقي الطلبات. هذا يساعد الموظفين البشريين على التركيز على الأدوار التي تتطلب لمسة شخصية، مثل التوصيات الشخصية أو التعامل مع المشاكل المُعقدة. ونتيجة لذلك، يمكن للمطاعم الحفاظ على معايير الخدمة العالية حتى أثناء نُدرة العمالة.
2– تجارب الطلب شديدة التخصيص: تلبية الأذواق الفردية
لقد انتهى عصر قوائم الطعام التي تناسب الجميع. وفي عام 2025، سوف تصبح التخصيصات العالية ضرورية لخدمة الطعام، مما يؤدي إلى زيادة المشاركة ورضا العملاء.
التخصيص على نطاق واسع
تتيح التطبيقات المحمولة المُتقدمة والمنصات عبر الإنترنت إمكانية التخصيص التي لم يسبق لها مثيل، حيث يمكن للعملاء تعديل طلباتهم بسهولة، مع مراعاة الحساسية والتفضيلات الغذائية والاختيارات القائمة على الحالة المزاجية. وتستفيد المطاعم من التكنولوجيا لتقديم خيارات “القائمة السرية” وخيارات حصرية للتطبيق، مما يؤدي إلى تعزيز مشاركة العملاء وتعزيز الشعور بالتميّز.
التخصيص القائم على البيانات وبناء الولاء للعلامة التجارية
من خلال تحليل بيانات العملاء، سوف تتمكن المطاعم من تقديم توصيات وعروض ترويجية مخصصة، ما يعزز تجربة العملاء أثناء زيادة المبيعات من خلال اقتراح عناصر تتماشى مع التفضيلات الفردية. تشكل الرؤى المكتسبة من بيانات العملاء أساس التخصيص الفائق، مما يسمح للمطاعم باستخدام التعلم الآلي لفهم العادات الشخصية وتقديم اقتراحات بديهية وشخصية، مما يحسن الرضا العام في نهاية الأمر.
إن ذلك المستوى من التخصيص الفائق يعزز أيضاً الشعور بالحصرية والتقدير، وهما محركان قويان للولاء. عندما يشعر العملاء بالفهم والتقدير، فمن المرجح أن يعودوا ويصبحوا من أنصار العلامة التجارية. يساعد ذلك الارتباط المباشر بأذواق العملاء العلامات التجارية للخدمات الغذائية على تمييز نفسها في سوق تنافسية وبناء ولاء طويل الأمد.
3– رقمنة المطاعم وأتمتتها: تبسيط تجربة تناول الطعام
يعيد التحول الرقمي تشكيل عمليات المطاعم وتفاعلات العملاء، وهذا ما يخلق تجربة طعام سلسة وفعالة من البداية إلى النهاية. تقوم الأقسام التالية باستكشاف التقنيات المُحددة التي تجعل ذلك التحول ممكناً، من القوائم الرقمية وأكشاك الخدمة الذاتية إلى حلول الدفع غير النقدية.
القوائم الرقمية وأكشاك الخدمة الذاتية
لقد أصبحت القوائم والأكشاك الرقمية من المُيزات القياسية. فهي تقلل من أوقات الانتظار والأخطاء، إلى جانب توفيرها معلومات مفصلة، مما يمكّن العملاء من اتخاذ خيارات مستنيرة. يؤدي هذا التحول نحو الرقمنة إلى تحسين الكفاءة التشغيلية ويتماشى مع طلب العملاء لمزيد من التحكم والشفافية في عملية الطلب.
الدفع بدون نقود وبدون تلامُس
في بيئة تعتبر فيها السلامة والراحة أمراً بالغ الأهمية، أصبحت المدفوعات غير النقدية عامل تميز وحاسم للمطاعم التي تسعى لتعزيز ثقة العُملاء. من خلال دمج خيارات الدفع هذه، فإن المطاعم تلبي توقعات المستهلكين الحديثة وتبسط من عملية الدفع، مما يقلل من أوقات المعاملات ويقلل من احتمالية الخطأ البشري. يؤدي ذلك في نهاية الأمر إلى خلق تجربة طعام أكثر سلاسة ومتعة، مما يزيد من رضا العملاء والولاء على المدى الطويل. علاوة على ذلك، فإن اعتماد التكنولوجيا غير النقدية من شأنه أن يوفر بيانات تشغيلية قيمة، ويقدم رؤى حول سلوك العُملاء التي يمكنها تحسين تقديم الخدمات وتحسين الجهود التسويقية.
4– الاستدامة والشفافية: تلبية مطالب المستهلكين الأخلاقية
إن كلا من الاستدامة والشفافية ضروريان للتفاعل مع المستهلكين المعاصرين، وخاصة الأجيال الأصغر سناً، والتي تعتمد بشكل متزايد على القيم. وعلى عكس بعض المفاهيم الخاطئة، فإن الاستدامة يمكنها أن تقلل التكاليف، حيث يمكن للمطاعم التي تستثمر في الممارسات المُستدامة خفض تكاليف المرافق بنسبة تصل إلى 30%، مما يثبت وجود تعايش بين الربحية والاستدامة. علاوة على ذلك، فإن الاستخدام الفعال للطاقة وإدارة النفايات يساعد في تحقيق الأهداف البيئية وتحسين النتيجة النهائية، وهذا ما يجعل الاستدامة قراراً تجارياً حكيماً.
مع تعبير 87% من الجيل “زد” عن قلقهم بشأن البيئة، فإن تبني الممارسات الصديقة للبيئة هو أمر بالغ الأهمية لجذب العملاء الأصغر سناً والاحتفاظ بهم. ومن خلال إظهار الالتزام بالاستدامة، يمكن للعلامات التجارية للخدمات الغذائية بناء علاقة عاطفية أقوى مع هؤلاء المستهلكين، مما يعزز الولاء والمناصرة.
شفافية سلاسل التوريد
تمكنك تقنيات سلاسل البلوك تشين وإنترنت الأشياء من تحقيق شفافية غير مسبوقة في سلسلة توريد الأغذية، حيث توفر تتبعاً في الوقت الفعلي للمكونات من المزرعة إلى المائدة وهي تعالج مخاوف المستهلكين بشأن مصادر الغذاء. وتطمئن هذه الشفافية العملاء لكي يتأكدوا من أنهم يتخذون خيارات أخلاقية، مما يعزز الثقة وسمعة العلامة التجارية. والجدير بالذكر أن 80% من المستهلكين على استعداد لدفع المزيد مقابل المنتجات الغذائية التي توفر الشفافية من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي – مما يسلط الضوء على القيمة الممنوحة لمعرفة أصول طعامهم.
وفي عام 2025، فإن صناعة الخدمات الغذائية تعد على شفا ثورة تكنولوجية وتشغيلية. من خلال تبني الذكاء الاصطناعي والأتمتة، وتقديم تجارب تتسم بالتخصيص الفائق ورقمنة العمليات والالتزام بالاستدامة أصبح من الممكن للعلامات التجارية للخدمات الغذائية أن تضع نفسها في مكانة لتحقيق النجاح.
ولا تقتصر تلك الاتجاهات على اعتماد التقنيات الجديدة فحسب، بل تتعلق أيضاً بإعادة التفكير بشكل أساسي في كيفية عمل المطاعم وتواصلها مع العملاء. وسوف تدمج العلامات التجارية المزدهرة هذه الاتجاهات، مما يخلق تجارب فعالة ومخصصة ومستدامة تتوافق مع المستهلكين المعاصرين.
يعد البقاء على اطلاع والقدرة على التكيف أمراً حيوياً. لجعل العلامات التجارية الغذائية التي تتعامل مع تلك التغييرات إلى التركيز على الجودة ورضا العملاء والكفاءة التشغيلية بما يقود الصناعة نحو فصلٍ جديد.