3 توجهات تقنية تغيّر تجربة عملاء المطاعم
ناجي حداد، المدير العام لشركة دليفركت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
يعتمد تحقيق نجاح المطاعم على المدى الطويل على كيفية إدارة العديد من الركائز الأساسية، ابتداءً من الكفاءة التشغيلية والخدمات اللوجستية، وصولاً إلى التعامل مع تعقيدات التسويق والتحوّل الرقمي. ولتحقيق النجاح والنمو المستمر، يتوجب على أصحاب المطاعم أن يقوموا بالمزيد من الاستثمارات المهمة وموازنتها بشكل صحيح.
سواء كنت تدير علامة تجارية موزّعة على مواقع كثيرة أو قليلة، ففي نهاية المطاف، سيكون الأمر متحوراً حول الحفاظ على التدفق النقدي لعلامتك التجارية ثابتاً، وزيادة إيراداتها وانتشارها، وإبهار عملائك في كل مرة يحضرون فيها إلى المطعم.
تعد التكنولوجيا الحديثة هي القوة الدافعة وراء النجاح في هذا القطاع في العديد من الأشكال، وهو أمر مهم جداً خاصة في منطقة الشرق الأوسط. ومن الضروري لأصحاب المطاعم أن يستمروا باستكشاف التقنيات المُجرّبة والناشئة للمضي قدماً بأعمالهم في عام 2024 وما بعده.
1- التكنولوجيا اللاتلامسية في المطاعم
شهدنا في السنوات الأخيرة ارتفاعاً متسارعاً في الاعتماد على رموز الاستجابة السريعة وأنظمة الخدمة الذاتية في المطاعم، حيث تتيح هذه التقنيات للعملاء مسح رمز الاستجابة السريعة بواسطة هواتفهم الذكية لعرض قائمة الطعام والطلب منها. كما توفر هذه التقنيات للعملاء إمكانية اخيتار طرق الدفع المفضلة لهم بكل سهولة، مما يتيح تسريع العملية برمتها ويعزز الرضا العام للعملاء.
إن وجود رموز الاستجابة السريعة على الطاولة أمام الزبائن في المطعم يعني أنه يمكنهم الوصول مباشرة إلى القائمة الرقمية من هواتفهم المحمولة عند وصولهم. وغالباً ماتكون هذه القوائم مرئية وتحوي صوراً ووصفاً كاملاً لكل طبق فيها، مما يتيح تقديم تفاصيل أوسع عن الخيارات المتاحة أمام زبائن المطعم وبالتالي تقديم تجربة أفضل لهم أثناء تناولهم الطعام.
يعد هذا الحل اليسير طريقة رائعة لتخفيف متطلبات الموظفين وأعباء العمل، الأمر الذي يسمح لفريق العمل التركيز على تزويد كل عميل بأفضل تجربة شخصية ممكنة.
2- استخدام البيانات لتقديم تجارب مخصصة لعملاء المطاعم
تتحول الصناعة بشكل متسارع نحو التخصيص المفرط لتجارب العملاء، والذي يهدف إلى تصميم وتكييف كل جانب من جوانب تجربة العميل بما يتناسب مع احتياجاته وتفضيلاته. ويتم تحقيق ذلك من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وأنظمة تحليل البيانات لتحليل كميات هائلة من البيانات التي تجمعها المطاعم عن تفضيلات العميل.
وابتداءً من البيانات عبر الإنترنت التي تتم مشاركتها على منصات توصيل الطعام والبيانات التي يتم جمعها من مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمطعم، وصولاً إلى البيانات التي يتم جمعها في المطعم ذاته، فهناك الكثير من الفرص لمزيد من التخصيص.
تسمح البيانات بتوفير قوائم وتوصيات وعروض ترويجية مخصصة لكل عميل بناءً على تفضيلاته والتواريخ الهامة بالنسبة له وغير ذلك. ورغم أنه يمكن جمع بعض البيانات تلقائياً، فمن الممكن أيضاً استخدام نظام التقييمات أو التعليقات الفورية الذي يسمح للعملاء بمشاركة تفضيلاتهم ومقترحاتهم والتواصل مع العلامة التجارية بشكل مباشر.
3- دمج البرمجيات لتنمية العلامات التجارية للمطاعم
يعد البقاء في الطليعة أمراً ضرورياً للنمو والتوسع، وبالتالي فإن اختيار البرامج يعد أكثر من مجرد قرار، إذ إنه استثمار استراتيجي في مستقبل الأعمال. وفي هذا القطاع الذي تسوده الكفاءة والابتكار، فإن الشراكة مع مزود البرمجيات والحلول التقنية المناسب يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً بين الازدهار والنجاح من جهة، ومجرد الاستمرار من جهة أخرى.
تتضمن بعض الأمثلة على البرامج التي يمكن دمج كلاً من الفواتير، وإدارة القنوات، والتسويق، والتحليلات. تعد البرمجيات ضرورية للنمو، سواء بإضافة مواقع أو توسيع نطاق العمل في التجارة الإلكترونية، حيث سيكون أي مطعم بحاجة ماسة لنظام يسمح بتتبع المخزون والإنفاق بكفاءة، وتحليل الطلب وتوجهات العملاء، واتخاذ القرارات التي تعتمد على البيانات بسرعة.
ورغم وجود حلول يمكن أن تساعد في معالجة المشاكل، فهي غالباً ما تكون غير كافية لتلبية الاحتياجات والتحديات الفريدة لمؤسسة متنامية، لذلك من الضروري الاعتماد على برنامج مصمم خصيصاً لتعقيدات قطاع المأكولات والمشروبات، ما يوفر المرونة وقابلية التوسع والموثوقية اللازمة.
يمكن القول أخيراً أن حلول البرامج والأجهزة الحديثة تعمل على جعل المطاعم أكثر كفاءة في جميع المجالات، وهذا ما يقلل من الهدر ويساعد العلامة التجارية على تقديم تجربة إيجابية للعملاء. تعمل هذه التقنيات على تغيير وجه صناعة المطاعم، وتقدم الدعم للعلامات التجارية التي تسعى للنمو من أجل تلبية متطلبات العملاء العصريين.