الموسيقى.. هل تزيد إنتاجية العمل؟

“لا يمكنني الاستغناء عن سماعات البلوتوث، سواء في وقت العمل وفي طريقي للعمل، وهي تزيد إنتاجيتي بكل تأكيد، إذ تبعد عن تفكير كل الأشياء السلبية”، تؤكد رشا، موظفة خدمة زبائن لـ”بزنس برس”، في حين يقول علي، محاسب، إن “الموسيقى تبدد الملل الناتج عن التعامل الجاف مع الأرقام والفواتير، بشرط ألا تحتوي على كلمات، موسيقى فقط”.

والحقيقة أن تجارب علي ورشا تحمل تفسيرات علمية، إذ ناقش العلماء لفترات طويلة تأثير موتسارت؛ الاستماع لسيمفونياته يستدعي مهارات معرفية أعلى، وأكد باحثون من جامعة يورك أن استخدام الموسيقى لتحسين حالتك المزاجية وزيادة انتباهك قبل البدء بمهمة العمل يزيد الإنتاجية.

وفي هذا السياق، تقول ييرين رين، باحثة في علم النفس: “يعتقد الباحثون أن هذا يرجع إلى أن موسيقى موتسارت تثير مستوى جيدًا من الانتباه والإثارة، دون التسبب بالكثير من الإزعاج أو التوتر”.

في حين أن الباحثة تجد أن الموسيقى الكلاسيكية مثالية لمرافقة الوظائف التي تتضمن الكتابة المركزة، لكنها تفضل بيتهوفن أو شوبان لهذه المهمة.

وللخوض أكثر في تأثير الموسيقى على قطاع البزنس والأعمال، نشر موقع Yahoo Financeدراسة في يوليو الماضي، تبين أنّ أكثر من نصف المحاسبين (56%) يعملون ثماني ساعات أو أكثر يومياً، وواحداً من كل سبعة (14%) يعمل أكثر من تسع ساعات في اليوم، وبظل ساعات العمل الطويلة برزت الحاجة إلى معززات الإنتاجية للحفاظ على الدافع والحفاظ على الروح المعنوية عالية. 

ومن بين المحفزات الشائعة في المكتب، كان الاختيار الأول على الموسيقى (37%) التي يتم تشغيلها إما في المكتب (21%) أو من خلال سماعات الرأس (16%)، تليها أخذ فترات راحة منتظمة (30%)، وأنّ ثلثي (67%) الموظفين الذين يعملون في صمت يتمنون تشغيل الموسيقى في مكان عملهم.

ومن جهة أخرى، كانت أقل العوامل المحفزة للإنتاجية خلال ساعات العمل الطويلة هي النباتات في المكتب (2%)، وترتيب الطاولة (5%)، ودرجة حرارة وإضاءة مكان العمل (6%).

وأكدت الدراسة أنّ حوالي نصف المستطلَعين (45%) يشعرون أنّ الموسيقى تقلل من مستويات التوتر لديهم، وثلثهم (32%) أكد أنّها تعزز الإنتاجية؛ تماماً كما ذكرت لنا رشا، ما يشير إلى دورها المهم في تشكيل بيئة العمل الإيجابية. 

فيما وجد حوالي الربع (23%) أن الصمت في العمل غير مريح، ويفضلون الموسيقى في الخلفية؛ بينما يفضل واحد فقط من كل 10 (11%) العمل في صمت، أو يصرحون بأن الموسيقى ليس لها تأثير على إنتاجيتهم أو مزاج مكان العمل. 

واحتلت موسيقى البوب المركز الأول في قوائم التشغيل في ثلثي (60%) الحسابات، تليها موسيقى البوب (42%)، تليها موسيقى “ريذم أند بلوز” (23%)، ثم موسيقى الاسترخاء (20%)، والموسيقى الكلاسيكية (18%). 

وأكدت ديبورا جرين، إحدى مدربات القيادة قائلة “يمكن للمدراء الاستفادة من الموسيقى لخلق بيئة أكثر متعة للعمل، لقد أعجبت دائمًا بأولئك الذين يعملون مع البيانات والأرقام ويقومون بمهمتهم أثناء تشغيل الموسيقى في الخلفية أو باستخدام سماعات الرأس الخاصة”.  

وختاماً، أكد الباحثون أنه يمكن للمدير أن يتفق مع موظفيه على الموسيقى التي يريدون سماعها خلال العمل، إذ وجدوا أنّ الموسيقى الهادئة في الخلفية، التي لا تزعج الآخرين، تُحدث فرقًا كبيرًا؛ فهي تكسر الصمت المطبق بدون تشويش على الأفكار.