قشور الفول السوداني.. فوائد صحية وبيئية
عندما يتعلق الأمر بالفول السوداني، فإن معظمنا على دراية بالنكهة الغنية للحبوب. ومع ذلك، فإن الطبقة الخارجية، التي غالبًا ما يتم تجاهلها وإهمالها، لها قصتها الخاصة لترويها.
عندما تأكل الفول السوداني تخرج الكثير من القشور، وقد تعتقد أنه غالباً ما يتم التخلص منها كقمامة، ولكن اتضح أن هذه القشور مفيدة جداً، في الواقع، لك وللكوكب.
وفي دراسة نشرتها مجلة “فرونتيرز”، أوضح باحثون المزايا الغذائية التي تتمتع بها قشور الفول السوداني؛ فهي مصدر غني للبروتين والألياف التي تحافظ على صحة الجهاز الهضمي.
كما أن قشور الفول السوداني غنية بالبوليفينول وهو مضاد للأكسدة والذي يزيد بحوالي 60 إلى 120 مرة عن محتوى الحبوب والذي يتم استخدامه كمصدر للمواد النشطة بيولوجيًا في الأدوية، إذ تقلل من امتصاص جزيئات السكر والدهون المرتبطة بمرض السكري والسمنة، كما تتدخل القشور في صناعة المكملات الغذائية.
ويستشهد الباحثون بأبحاث تظهر إمكانات المستخلصات المشتقة من قشور الفول السوداني في علاج السرطان وتعزيز وظائف المخ، كما تساعد أليافها على منع الإمساك، وتنظيم مستويات السكر في الدم ويقلل من مستويات الكوليسترول الضار ويحافظ على الوزن الصحي ودعم الجهاز الهضمي.
وقشور الفول السوداني مصدر للعديد من الفيتامينات والمعادن المهمة، بما في ذلك فيتامين E والذي يعتبر أحد مضادات الأكسدة القوية التي لها تأثير إيجابي على صحة الجلد، والمغنيسيوم الذي يدعم وظيفة العضلات والأعصاب، والزنك الذي يدعم صحة القلب.
كما يمكن استخدام دقيق قشرة الفول السوداني كبديل خالٍ من الغلوتين للخبز، ما يوفر ملمساً ونكهة فريدة للسلع المخبوزة.
وفي مجال تغذية الحيوانات، يمكن أن تكون قشور الفول السوداني مورداً قيّماً، حيث يتم طحنها وإضافتها إلى علف الحيوانات كمصدر للألياف، وهذا لا يساعد الحيوانات على الهضم فحسب، بل يقلل من النفايات الناتجة عن معالجة قشور الفول السوداني التي تضر بالكوكب.
كما يمكن استخلاص الصبغة من قشور الفول السوداني، حيث تتميز هذه الصبغة بلونها الثابت، ويتم استخدامها في حشو الوسائد الصحية المختلفة.
وتحتوي قشرة الفول السوداني على بنية تشبه الإسفنجة الصلبة بها ثقوب دقيقة، فهي مثل الفحم، لها تأثير ممتاز في إزالة الروائح الكريهة وتمتص الرطوبة، خاصة عند سحقها إلى قطع صغيرة ووضعها في كيس من القماش يمكن وضعه في غرفتك أو في جواربك ليعمل كمزيل للروائح الكريهة وحافظ للأحذية.
تُضاف القشور إلى التربة، ما يجعل التربة أكثر تصريفاً، ويقلل من تراكم الماء، وتساعد هذه الميزة على منع التشبع بالمياه الضار الذي يمكن أن يسبب تعفن الجذور، كما يمكن استخدامها كسماد لتحسين التربة وتوفير العناصر الغذائية للزهور والنباتات الخضراء، فهي مصدر جيد للأسمدة النيتروجينية.
ويمكن الاعتماد على تلك القشور كبديل للملح، ليس لتذوق الأطباق بل لتجنب الانزلاق في أيام الشتاء الباردة، حيث يمكن نثره على الأرصفة لإذابة الثلج والجليد والعمل على تقليل حالات الحوادث الخطيرة على الطرق.
وتعد قشور الفول السوداني شديدة الاشتعال يمكن استخدامها كمصدر للطاقة في منشآت التدفئة الصناعية والسكنية للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، وكذلك تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي والحفاظ على البيئة .
وعليه، فإن قشور الفول السوداني هي أكثر من مجرد نفايات، بل خطوة هامة نحو خفض هدر الغذاء، وتعزيز الصحة البشرية واكتشاف فوائد صحية جديدة، وتعزيز الأمن الغذائي واقتصاديات المزارع، وبالتالي تقليل النفايات والانبعاثات وتحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة.