التأثير البيئي لمنظفات الغسيل على كوكبنا
ماذا يحدث للمياه التي تذهب إلى المجاري؟ إلى أين تذهب؟ هل تلوث المسطحات المائية؟ هل تقتل الأسماك أم الأعشاب البحرية فقط؟ ما الذي يمكننا فعله كأفراد لتقليل البصمة البيئية للمنظفات؟ هل فكرنا يوماً في كل هذا؟
يسهم العديد من المصادر في تلوث الكوكب، إلا أن أحد الأسباب المدهشة هو المنظفات وغرفة الغسيل لدينا.
وتطلق المنسوجات الاصطناعية ملايين من الألياف الدقيقة عند غسلها، لدرجة أن تقنيات معالجة مياه الصرف الصحي لديها قدرة محدودة على التقاطها، ما يتسبب في انتهاء نسبة كبيرة منها في محيطاتنا.
وبمجرد وصولها تبتلعها الكائنات البحرية، لتزيد من تركيز المواد الكيميائية السامة التي تتراكم بعد ذلك في السلسلة الغذائية وتعرض صحة الإنسان للخطر في نهاية المطاف.
كما تستخدم المنظفات التقليدية الفوسفات كمعززات تعمل كأسمدة للطحالب، ليجعلها تتكاثر على نطاق واسع، وهذا يؤدي إلى استنزاف الأكسجين الموجود في الماء، وبالتالي الإضرار بالكائنات البحرية الأخرى، بالإضافة إلى توليد روائح كريهة وإحداث خلل خطير جداً في توازن البحيرات والأنهار.
وتحتوي مواد التبييض على الكلور الذي ينتج مواد كلورية عضوية تسبب العديد من المشاكل الصحية، مثل: الخلل الهرموني، وتشوهات الجنين، والسرطان وغيرها.
كما تحتوي العديد من المنظفات على عوامل مضادة للبكتيريا والتي تسبب مشاكل للحياة البكتيرية المائية.
وعلى الرغم من وجود المنظفات التي يتم تقديمها في صناديق من الورق المقوى، إلا أن الاتجاه السائد هو تقديم المنظفات التقليدية والصابون في عبوات بلاستيكية. والأكثر شيوعاً هو استخدام عدة أنواع من البلاستيك لا يمكن فصلها لاحقاً، وبالتالي لا يمكن إعادة تدويرها.
ولذلك، تتطلب خطورة المشكلة اتخاذ إجراءات فورية من قبل الأفراد والشركات للحد من الأضرار البيئية الناجمة عن عادات الغسيل لدينا..
مثلاً: البحث عن الشهادات البيئية الموجودة على العبوة، مثل العلامة البيئية التي تؤكد أن المنتج قد خضع لضوابط صارمة، وكذلك استخدام المنظفات السائلة بدلًا من المساحيق، حيث إن السوائل أقل تسبباً في كسر الألياف الاصطناعية واختيار الأجهزة الموفرة للطاقة، وتركيب مرشحات لالتقاط المواد البلاستيكية الدقيقة من الأقمشة الاصطناعية لمنع تلوث المياه، والتجفيف بالهواء.
إن تبني ممارسات التنظيف المستدامة لا يعني فقط استخدام منظفات أفضل، بل يعني أيضاً تبني عادات تحد من الهدر وبهذه الطريقة، يمكن تحويل كل لفتة يومية إلى مساهمة صغيرة نحو مستقبل أكثر خضرة ونظافة.