“بزنس” لايفات التيك توك و”شيروا كبسوا” (فيديو)
تعليق صوتي: إبراهيم جلال
الرغبة في الربح السريع! حلم يراود العديد من المراهقين والشباب على مستوى العالم، وبخاصة مع انخفاض معدلات التوظيف في الشركات، ومع ظهور مصادر يظن البعض أنها المُنقذ لتحقيق الطائل من الأموال.
غير إن قصص القائمين على بزنس لايفات التيك توك متشابهة، فبعضهن من السيدات من يبحثن عما يسمونه (استرزاق) والبعض الآخر شباب لم يكملوا الثامنة عشرة من عمرهم يقضون أوقاتهم في (الجولات وكبسوا وشيّروا).
تنتهي بعض القصص عادة بإلقاء المُخالف للقانون بالسجن، بتهم متنوعة مثل؛ ممارسة أمور غير أخلاقية أو النصب والاحتيال، ولكن هذه القصص لم تكن رادعاً قوياً لحل المشكلة، ويظهر -من جديد- من يحاولون الربح من منصة التواصل الاجتماعي.
بزنس الداعمين للمنصات بالأموال والهدايا
يصاحب تكوين المشهد الخاص بلايفات التيك توك ظهور ما يسمون بالداعمين، والذين يتهادى المشاهير عبر صفحاتهم بالأسد والحوت وغيرها من الهدايا التي يختلف سعرها عن الأخرى.
ولا يظهر الداعمون بأسمائهم الحقيقية، بل بصفحات مزيفة حتى لا تتم معرفة هويتهم، والقصد التنويع بين الرغبة في مساعدة الغير على المنصة، وما بين جريمة ربما تُرتكب وهي غسيل الأموال..
واختلف مفهوم المساعدة للأشخاص للحد من معاناتهم من الظروف الاقتصادية في الماضي عن الوقت الحالي، حيث ظهور البعض بملابس بالية أو بسيطة وفي أماكن تتسم بالفقر المدقع لنيل ما تيسر من مساعدات، ولفت انتباه من يمتلكون الأموال.
هل ثمة ضرر فعلي من استخدام منصة التيك توك؟
في دراسة نشرتها “المكتبة الوطنية للطب” التابعة لمعاهد الصحة الوطنية بالولايات المتحدة الأمريكية، تأكدت الأضرار من استخدام المراهقين لمنصة التيك توك.
وذكرت تلك الدراسة بعنوان “تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للمراهقين 2021″، أن استخدام التيك توك يرتبط بتفاقم المشكلات الخاصة بالصحة العقلية مثل؛ القلق والاكتئاب وتدني احترام الذات بين المراهقين.
ويرجع ذلك إلى نظرتهم المستمرة للمعايير الجمالية المزيفة وغير الواقعية للمشاهير، وأيضاً الموازنة غير المجدية بين المشاهد والمشهور الذي يعيش حياة الترف والسعادة المزيفة، إلى جانب مشاهدة المراهقين لمقاطع خاصة بالتنمر الإلكتروني.
لماذا يلجأ المراهقون والشباب إلى استخدام التيك توك؟
ينتشر استخدام لايفات التيك توك بين المراهقين والشباب من جميع أنحاء العالم، وثمة مجموعة من الأسباب التي أسهمت في كثرة التواجد على تلك المنصة:
1– الرغبة في الربح السريع
من أولى الأسباب التي أسهمت في الظاهرة، رغبة بعض الشباب في حصد الطائل من الأرباح، مع انتشار الشائعات في الأوساط التي تعاني من الظروف الاقتصادية الصعبة بأن المنصة هي النجاة والسبيل المنقذ لتحقيق الأحلام.
ويرغب المراهقون في الحصول على أكبر عدد من الهدايا الافتراضية التي يرسلها الداعمون والأصدقاء إليهم عن طريق البث، حتى وإن كلفهم ذلك التعرض إلى أحكام مُهينة وسط الجولات، ويرى البعض أن المشاركة في اللايفات يمكن أن تتحول إلى نقود حقيقية تساعدهم على الغلاء المعيشي.
2- البدء المجاني للبث
لا توجد تكاليف للظهور على المنصة التي يشاهدها الملايين والمليارات من جميع أنحاء العالم، وهذا الظهور المجاني يضفي نوعاً من التلقائية بالظهور بأي صورة يكون عليها الشخص، والذي لا يعلم أحياناً أن ردة الفعل البسيطة ستتحول إلى تريند يبحث عنه الناس.
ومن خلال اللايف، ينال المراهقون الأموال دون وجود استثمار أولي أو مبلغ مدفوع لظهورهم على المنصة، فالأمر مجاني بحت بل ويدر الأرباح، فلما لا تتم المشاركة فيه.
3- الانتشار الكبير
يتسم التيك توك بالوصول إلى مختلف الفئات العمرية المتنوعة بين الشباب والمراهقين وكبار السن، وهذا الوصول القوي للمنصة يؤثر في نفس المراهق الراغب في الشهرة وبخاصة مع إيمانه القوي بسرعة انتشاره بين تلك الفئات عبر البث المباشر.
ولا يشاهده فقط أبناء قريته أو مدينته، بل يمكن تحقيق انتشار هذا الشخص في جميع أنحاء العالم. و-بالطبع- مع الفرص المتزايدة للمشاهدة، تتزايد فرص حصد الهدايا الافتراضية بكثرة وتحويلها إلى أموال حقيقية، بأقل جهد ممكن.
4– المنافسة الشرسة
يريد المراهق أن يصبح مثل صديقه من نفس العمر مشهوراً، وغالباً ما يتأثر المراهقون بما يفعله المشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقصص نجاحهم المهنية والحياتية، فمنهم من صار له البزنس الخاص ومنهم من طلق زوجته ومنهم من سعت إلى الزواج من جديد، والمزيد من القصص التي قد تشكل ضغطاً نفسياً ورغبة مماثلة في الظهور والشهرة والانتشار.
ويميل الإنسان بطبعه إلى الرغبة في الظهور والثناء والتقدير، لذا؛ تشكل الطبيعة التنافسية للمنصة في هذا الأمر انجرافا نحو فعل المزيد من الأشياء الصحيحة والخاطئة حتى يصبح المراهق ترند أو ضمن الإكسبلور.
من المستفيد في النهاية؟
تقوم فلسفة شركة تيك توك على دعم الأشخاص لبعضهم البعض في مقابل نسبة تربحها المنصة، غير أن الأمر لم يمكن بمفهوم Win-Win فلا يربح المشهور نفس القدر الذي تربحه المنصة من الهدايا الافتراضية.
يقول بعض المشاهير إن المنصة تلتهم الهدايا! حيث تحصل على نسبة 70% من الهدية المُقدمة، وإذا كان الأسد بنحو 300 دولار فلا يستفيد المؤثر سوى 30% فقط من ثمنه.
وفي عام 2023، حققت تيك توك إيرادات عالمية تقدر بنحو 16.1 مليار دولار، مُسجلة نموًا بنسبة 67% سنوياً.
وكان هذا الارتفاع مدفوعا بقاعدة مستخدمي تيك توك المتوسعة وأدوات الإعلان المحسّنة والدخل المتزايد من مميزات البث المباشر.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت إيرادات إعلانات تيك توك نموًا ملحوظًا، حيث الوصول إلى 18.04 مليار دولار في عام 2023، بزيادة قدرها 55% عن العام السابق.
وصاحب جزء كبير من هذا النمو من أسواق خارج الولايات المتحدة وآسيا، حيث أظهرت الأسواق الأوروبية وغيرها من الأسواق الدولية زيادة في الإيرادات بنسبة 75%.
ومع ذلك، أبلغت تيك توك عن خسارة تشغيلية قدرها 1.4 مليار دولار بسبب الأحكام القانونية.