اللباقة تخفف من توتر العمل.. ولكن؟

تصدرت اللباقة في الولايات المتحدة مستويات مرتفعة، إذ سجل الموظفون 42.3 من 100، أي أن الموظفين الأمريكيين شهدوا في المتوسط أكثر من 171 مليون حالة من اللباقة مؤخراً، بحسب مؤشر اللباقة في الربع الأول من عام 2024 الصادر عن SHRM.

وتأكيداً على أهمية اللباقة في مكان العمل، أجرى باحثون من جامعة كارولينا الجنوبية الطبية دراسة نُشرت في 28 فبراير الماضي، بينت أنّ اللباقة تخفف حدة ضغوط العمل المزمنة، وتؤمن بيئة احترام ودعم، وتعزز التعاون والمرونة واستراتيجيات التأقلم لإدارة الإجهاد، وحماية الصحة النفسية والجسدية، وكلها أساسيات لا يمكن لأي عمل النجاح بدونها.

وأشارت نتائج دراسة نُشرت في 30 ديسمبر الماضي، وشملت 432 موظفاً إلى أن القيادة الأخلاقية تؤثر بشكل إيجابي إلى اللباقة في مكان العمل، وأوصت المؤسسات المالية بخلق مناخ عمل أخلاقي يشجع اللباقة.

وعليه، تسرد لبنى، مهندسة في القطاع المصرفي لـ”بزنس برس” ،قائلةً: “يحتاج الموظفون في شتى المجالات اللباقة كممارسة بديهية، وبناءً على تجربتي فهي تبعث السعادة وتخفف القلق وتقي منه، الابتسامة في وجه الزبون والزملاء تجعل المشاكل والخلافات المختبئة في القلوب تذهب إلى غير رجعة”.

لكن بثينة، صحفية، لها رأي آخر، تفصح عنه لـ”بزنس برس” قائلةً “بلا شك، اللباقة واجبة، ولكنها في الحقيقة غير مفيدة في فرض الحدود الشخصية، لأنك حين تبتسم على الخطأ ستقع في كوارث حقيقية، لذا أعتقد أنّ المواجهة تختصر الطريق”.

وبين لبنى وبثينة، أشارت شايلا أتكينز، مديرة شركة Atkins IMPACT، وخبيرة في ثقافة مكان العمل، في مقالتها المنشورة في 19 سبتمبر الماضي، إلى أهمية اللباقة في تحسين التواصل بين الموظفين لضمان حل المشكلات بفعالية، وخلق جو عمل متوازن وتقليل الخلافات، وتعزيز الصحة العقلية للموظفين، وأكدت أنه عندما يُعامل الموظفون بلباقة يصبحون أقل عرضة للقلق والتوتر المرتبطين بمكان العمل.

وفي الوقت نفسه، تعتقد أتكينز أنّ الإفراط في التركيز على اللباقة في مكان العمل، قد يقمع الحوارات والنقاشات الحاسمة التي تقود للتغيير الذي يكون ضرورياً من حين لآخر، وتجعل الموظفين يتجاهلون القضايا الإشكالية بدل حلها، بالإضافة إلى استخدام المدراء للباقة لصرف الانتباه عن أوجه القصور داخل الشركة.

ودعت لتشجيع المساحات الجريئة، ليشعر الموظفون بالأمان عند التعبير عن مخاوفهم وتجاربهم، وتدريب الموظفين على قواعد اللباقة مع تشجيعهم على المشاركة في المحادثات الصعبة باحترام وتعاطف، بدلاً من تجنبها تماماً.

وختاماً، يؤكد الخبراء على ضرورة إحداث توازن بين اللباقة وعدم التهاون فيما يخص الحفاظ على جودة العمل، وخلق بيئة متفهمة تفرغ القلق ولا تخفيه تحت السجادة، وتتقبل وجهات النظر المختلفة وتعزز التفكير الإبداعي الذي يقود التقدم والازدهار في الشركات.

شارك المقال: