“بزنس التجميل”.. قصة نجاح هالي الهندي في تونس
على الرغم من صغر سنه، إلا أن الخبرات التي استطاع هالي امتلاكها خلال سنوات معدودة، تحتاج لعقود طويلة من العمل والجد المستمر.
يدير هالي مركزاً للتجميل في تونس أطلق عليه اسم “المركز السوري للتجميل”، وهو من أكبر المراكز وأشهرها في المنطقة.
هالي الهندي، شاب طموح من أب سوري وأم تونسية، كانت بداياته مع تجارة مواد التجميل.
الطالب المتخرج حديثاً من كلية السياحة، قسم التسويق السياحي، لم يجد فرصة أمامه إلا السفر والعمل في اختصاصه، وكانت الأبواب مفتوحة أمام طموحه حين علم بفقدان بعض أصناف التجميل في تونس وتوفرها في سوريا، ثم وسّع نشاطه وتاجر بمواد التجميل بين تونس وتركيا ولبنان.
مهرجانات التجميل
شيئا فشيئاً استطاع هالي فتح “محل صغير” كما أسماه، لينطلق من خلاله ويصل نشاطه ومنتجاته لكل المدن والمناطق في تونس، وبعدها جاءت فكرة إنشاء مركز التجميل.
أصبح عمر المركز اليوم أكثر من ثماني سنوات، عمل هالي من خلاله على تكوين شبكة علاقات جيدة وسّعت معارفه وعلاقاته التي استثمرها فيما بعد لما فيه خير بلديه “سوريا وتونس”، من خلال الإعداد لمهرجانات تختص بالتجميل.
يمزج بين الثقافة الشرقية وثقافة شمال أفريقيا في عالم التجميل، من خلال تشكيل مجموعات من المحترفين في عالم التجميل، بغرض المشاركة في عدة مهرجانات، في تونس وتركيا ولبنان وغيرها من الدول، ثم مهرجانات متخصصة بالحلاقة والتجميل مع أهل الخبرة في تونس، وقد ضمت هذه المهرجانات عدداً كبيراً ومتنوعاً من الدول العربية.
لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل سعى بعد ذلك لإنشاء الحملات التي تخص السياحة ومنها “مهرجان السياحة العربي” الذي أشرف بنفسه على تنظيمه وحفل “أوسكار العرب” و”حفل عيد المرأة” في تونس، وكلها كانت بالشراكة مع وزارة السياحة ووزارة المرأة ووزارة الثقافة.
عودة جسور التقارب
بعد ذلك حصل هالي الهندي على لقب مدير الاتحاد العربي للثقافة في تونس، الأمر الذي مكّنه من إقامة ملتقى صحفي ضخم جداً ضم عدداً كبيراً من وسائل الإعلام التونسية والعربية وتم من خلاله تكريم شخصيات تونسية مثل الفنان لطفي بوشناق، والفنان المسرحي “الشادلي العرفاوي”، وصحفي تونسي وهو “زهير الجيس “، وهو الصحفي التونسي الوحيد الذي زار سوريا وواكب الأحداث فيها.
المركز السوري
يتحدث هالي لـ “بزنس برس” عن مشروعه الأساسي “كما يصفه” وهو “المركز السوري للتجميل” ويعدد خدماته التي يقدمها والتي تضم كل ما يتعلق بالحلاقة والتجميل، كما أن أسعاره متوسطة تراعي دخل الفرد كما يقول.
المركز، بحسب الهندي، يعتبر صالة لتدريب المحترفين على كل التقنيات والمنتجات الجديدة في عالم التجميل والحلاقة وكيفية تطبيقها، إضافة إلى أحدث التقنيات في هذا المجال.
أما كادر المركز فهم في الغالب من الشباب التونسيين لكنه يضم أيضاً بعض العاملين من الشرق.
لكن أهم ما يميز المركز بحسب الهندي أنه أصبح معروفاً وسباقاً في كل جديد في التجميل والحلاقة لدرجة أن أغلب مستوردي مواد التجميل والحلاقة يتجهون نحو المركز لتسويق منتجاتهم وخدماتهم.
كل ذلك يضاف له ما يقدمه المركز من إقامة دورات تدريبية التي يتم تنظيمها بشكل دوري في أغلب المحافظات التونسية.
يكشف هالي عن مشاريعه التي تلت ذلك حيث افتتح مطعم “الركن السوري”، لكن النجاح لم يكن حليف الخطوة هذه المرة، حيث شعر هالي أن إدارة المطعم جعلته يبتعد عن مجالاته الرئيسية التي تقدّم فيها خطوات واضحة لذلك صحح المسار وأغلق المطعم.
يضيف الهندي: ” في كل مكان يوجد عوائق للعمل والاستثمار، وهذا في البدايات فقط، لكن دراستي في التسويق السياحي كانت عاملاً مهما في نجاحي في تونس من خلال دراسة السوق وبيئته واحتياجاته وذوق المستهلكين، إضافة إلى العوامل الخارجية والعوامل الداخلية للمشروع، لكن كل تلك النقاط كان المساعد الأكبر في تحقيق القفزات الطويلة”.
ويؤكد أن بيئة الاستثمار بتونس مفتوحة بشكل أوسع أمام الصناعات النسيجية مثل الأقمشة والمفارش والبياضات والقطنيات وهناك تبادل تجاري ثقافي قديم بين سورية وتونس.
دعوة للاستثمار السياحي
أما مجالات البزنس الأفضل كما يصفها الهندي، فهي أولاً في التجارة، في تأمين احتياجات السوق التونسي من البضائع غير الموجودة فيه، ويأتي بعدها الاستثمار في المطاعم، والألبسة كما ذكر سابقاً.