ما قد لا نعرفه عن الفخار “صديق البيئة”

كان الفخار جزءاً من الحضارة الإنسانية، إلا أنه لم يعد مجرد أداة للتعبير الفني فقط، بل أصبح لصيقاً بالحياة اليومية والاقتصادية، حيث يرتفع الطلب على المنتج من قبل الفنادق والمطاعم وربات البيوت ومحال بيع الأدوات المنزلية، وغيرها.

وتتنوع أشكال الفخار بين أدوات المائدة والشرب وزينة الشرفات وتماثيل الزينة والأنتيكات والإضاءة وأحواض النافورة وقوالب الزرع، ولكن هل تساءلنا يوماً عن تأثيرها البيئي؟ وكيف يمكن للفخار، بشكل عام، أن يكون أكثر استدامة للبيئة؟

تتضمن عملية إنتاج الفخار استخراج الطين من الأرض، والذي قد يتسبب في تدمير الموائل الطبيعية وفقدان التنوع البيولوجي والإضرار بالنظم البيئية، كما يتطلب إنتاج الفخار استهلاك قدر كبير من الطاقة والمياه، خاصة أثناء عملية التسخين والحرق.

وقد يؤدي استخدام الطاقة إلى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتلوث الهواء.

كما يتطلب إنتاج الفخار كمية كبيرة من المياه للمعالجة والتنظيف، ما قد يفرض ضغوطاً على موارد المياه.

كما يؤدي الشحن والتغليف لمسافات طويلة إلى زيادة استهلاك الوقود والانبعاثات، ما يساهم في تغير المناخ ويزيد من التأثير البيئي. 

ولتخفيف هذه الآثار، يتجه بعض مصنّعي الفخار نحو مصادر طاقة أنظف، مثل الغاز الطبيعي أو تقنيات الطاقة المتجددة، كالطاقة الشمسية أو الكتلة الحيوية، واستخدام المواد المعاد تدويرها، مثل الطين المعاد تدويره، لتقليل الطلب على المواد الخام. 

كما يمكن إعادة تدوير النفايات، مثل بقايا الطين والسيراميك المكسور، لتقليل كمية النفايات المنتجة وتجنب استخدام المواد السامة الخالية من الرصاص بحيث تكون آمنة للغذاء.

وينبغي الحفاظ على المياه باستخدام طرق فعّالة، عبر استخدام صنابير المياه وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي، والعمل على استخدام مواد تغليف صديقة للبيئة والتي يمكن إعادة تدويرها مراراً وتكراراً.

وتمثل صناعة الفخار الأخضر تلاقي المهارات القديمة ومبادئ الاستدامة الحديثة.

ومن خلال إعادة التفكير في المواد والعمليات ودورة حياة المنتجات الخزفية، يثبت الحرفيون والمصنعون أنه من الممكن الحد من التأثير البيئي للفخار.

ولا يساعد هذا التحول في حماية كوكبنا فحسب، بل يثري الحرفة بالابتكارات والممارسات الجديدة التي تضمن أهميتها للأجيال القادمة.

ومع تزايد وعي المستهلكين بالبيئة، من المرجح أن ينمو الطلب على الفخار الصديق للبيئة، ما يدفع إلى مزيد من التطور للممارسات الخضراء في هذا الشكل الفني الخالد.

شارك المقال: