كيف يدعم المدير موظفاً يعاني من حالة صحية “مخفية”؟
“أعاني من الشقيقة، ولكنني لا أجرؤ على مصارحة صاحب العمل في الأمر، لأنها قد تؤدي لخسارة عملي. لذا عندما تصيبني النوبة أتحجج بمرض أحد أفراد أسرتي أو التواء كاحلي، وسبق أن خسرتُ عملي بسبب التغيب المتكرر”.. هذا ما تقوله ساميا (33 عاماً) لموقع “بزنس برس”.
أما أسامة (28 عاماً) يعمل نادلاً في أحد المطاعم، فيقول: “أتناول أدوية الاكتئاب منذ حوالي السنة، تحت إشراف طبيب مختص بالأمراض النفسية، ولكنني أتناول الدواء خفيةً وأحرص على عدم معرفة زملائي ومدرائي”.
ولأجل دعم الموظفين -أمثال ساميا وأسامة- الذين يعانون من الألم المزمن والحالات الصحية المخفية مثل الصداع النصفي (الشقيقة) وأمراض المناعة الذاتية والاضطرابات النفسية،استضافت Health Action Alliance في 20 يونيو الفائت، مناقشة حية ضمت قادة الصناعة والأعمال.
وتعتبر Health Action Alliance من أكبر شبكات أصحاب الأعمال التي تجمع بين البزنس والصحة العامة.
وخلالها، أشار كارل سينسيناتو، المدير التنفيذي لمؤسسة الصداع النصفي في العمل، إلى أنّ “9 من كل 10 مرضى لا يستطيعون العمل بكامل قدرتهم أثناء نوبة الصداع النصفي، والضعف الوظيفي الناتج عنه، يزيد النفقات الطبية ويعطل إنتاجية الفريق”.
واقترح جيمي ساندرز على المديرين دعم الموظفين مثل “الإجازة المرضية مدفوعة الأجر والإجازة العائلية المدفوعة لمقدمي الرعاية من أفراد أسرته أيضاً”.
وأضاف: “هناك تسهيلات أخرى مثل العمل عن بُعد، والجدولة المرنة، وتعديلات الإضاءة، والتحكم في الضوضاء، والتحسينات المتعلقة ببيئة العمل”، علماً أن الإضاءة المبهرة والضجيج قد يحرض نوبة الصداع النصفي ويزيد شدتها، لذا يُنصح المريض بالنوم في غرفة هادئة وخافتة الإضاءة.
ولأن أمراض الصحة العقلية هي أكثر الأمراض التي يخفيها الموظفون -كما في حالة أسامة- أجرى التحالف الوطني للأمراض العقلية (NAMI) استطلاعاً شمل ألفي موظف، نُشرت نتائجه في 13 فبراير الماضي.
تبين أن 74% من الموظفين يقبلون مناقشة قضايا الصحة العقلية في العمل، و77% سيشعرون بالراحة إذا ناقشها زملاؤهم، وكان أربعة من كل خمسة راضين عن الدعم العاطفي الذي تلقوه من المديرين، لكنّ نصف المستَطلَعين يشعرون بالإرهاق الوظيفي، و27% يفكرون في ترك الوظيفة بسبب تأثير عملهم على صحتهم العقلية.
وفي هذا السياق، تقول بارب سوليش، مديرة مكتب الابتكار في NAMI إن “أكثر الأسباب التي تدفع الموظفين لإخفاء المرض النفسي هي الوصمة والحكم وعدم رؤية الآخرين يتحدثون عن الصحة العقلية، والظهور بمظهر الضعفاء أمام زملائهم”.
وختاماً، ينصح الأطباء النفسيون الموظفين بالإفصاح عن أمراضهم لمديريهم في حال لمسوا انفتاحهم على قضايا الصحة العقلية، وعلى المديرين إجراء دورات تدريبية تخص الأمراض التي يعاني منها الموظفون، وحث المؤسسات الصحية الحكومية على إلزام مديري الشركات بحضور الدورات وإجراء ورشات عمل داخل مؤسساتهم تخص كيفية تعامل المدير مع الموظفين، والموظفين فيما بينهم، بما يخص الحالات الصحية الخفية.