“العميل”.. بزنس “على صفيح ساخن” (فيديو)
تعليق صوتي: إبراهيم جلال
قد يحيل عنوان “العميل” إلى الزبون الراغب بالحصول على خدمة ما ويدفع مقابل ذلك ثمناً، وفي اتجاه آخر ربما يوحي بأنه موظف سري من نمط جيمس بوند ذي قدرات عالية يتم إرساله إلى مكامن العدو لإتمام مهمات صعبة.
والمتابع لمسلسل “العميل” المُعرَّب عن العمل التركي “في الداخل”، المأخوذ بدوره عن الفيلم الصيني الشؤون الداخلية، يكتشف أن العمل يدور حول الاحتمال الثاني، لكنه في الوقت ذاته لا يبتعد كثيراً عن مفهوم العميل “المُستهلِك”.
فرغم أن القصة تدور حول شقيقين هما “أمير” (سامر إسماعيل) و”غسان/وسام” (وسام فارس)، يتم خطف الأخير صغيراً على يد رجال أحد كبار رؤوس المافيا “ملحم” (أيمن زيدان) والمتخفي خلف كونه صاحب مطعم لبيع اللحوم (الكببجي)، يصبح ذاك الطفل متسولاً صغيراً يتسول المال من المارة، إلا أنه مع الزمن يقوم ملحم بتأهيل وسام في كلية الشرطة ليصبح عينه هناك لمعرفة تحركات العقيد كمال الذي يرغب في الإيقاع به منذ زمن طويل.
وبالمقابل، فإن “أمير” يجتمع مع وسام في الدفعة ذاتها من كلية الشرطة ويتفوق على أخيه، لكنه بمساعدة العقيد “خليل” (طلال الجردي) يتم طرده من السلك بحجة أن والده كان سجيناً، ليصبح أمير عين العقيد في مافيا ملحم، بمعنى أن الأخين اللذين لا يعرفان صلة الدم بينهما يتحولان إلى عدوين، وكل منهما مزروع في الطرف الآخر لإتمام وظيفته.
المتمعن في تفاصيل المسلسل سيكتشف أنها في إطارها البوليسي التشويقي قائمة أيضاً على قواعد إرضاء الزبون “وهو المُشاهِد هنا”، فهناك علاقات عاطفية غير متوقعة، ومشاعر طريفة، ونكد نسائي متجسد مثلاً بشخصية نيرمين (هند باز) التي تغار من خولة (رشا بلال)، وثمة أحاسيس “مشلَّخة”، وانتقامات، وإلى جانب ذلك ثمة أموال كثيرة متناثرة، من تسجيل شركات، إلى شحنات مخدرات، إلى قتل بسبب إفساد صفقات مالية، فضلاً عن تصفية حسابات بالمعنى المالي والمعنوي.
وبما أن هذا العمل يتبع قاعدة “الزبون أولاً”، فإنه قام بالتسويق له جيداً، واعتماد توقيت مميز لعرضه بعد مسلسل “لعبة حب” الباهت على صعيد الخطوط الدرامية..
ففي “العميل” كل شيء يتم على صفيح ساخن: الخطف، التزوير، اللعب بالعواطف، الحبكة التصاعدية، الأداء المتفرد لشخصية المجرم التي قام بها أيمن زيدان ببُعدها الإنساني وخوفه على عائلته، الاتكاء على عودة “يارا صبري” بدور الأم المكلومة الباحثة عن ابنها الضائع.
وإضافة لذلك، فإن الاعتماد على جمال الممثلين كان إرضاءً للزبون الذي دائماً ما يكون على حق، فهناك في الجمال الأنثوي: رشا بلال، وميا سعيد، ودانا حلبي، وعلى صعيد الشباب هناك سامر إسماعيل، ووسام فارس، وعبدو شاهين، فضلاً عن أداءات الأكشن الجديدة على الممثلين نوعاً ما.
ولا نستطيع إنكار أثر الأمكنة التركية في تصوير البيئة اللبنانية السورية، والتي جاءت هذه المرة زيادةً في تجميل السلعة التي يرى بعض النقاد أن تاريخ صلاحيتها مزوَّر بـ90 حلقة، بينما التاريخ الحقيقي هو ثلاثون حلقة فقط إن لم يكن أقل، ولكن في النهاية الحكم للزبون، عفواً للمشاهد.