لماذا تطورت الشركات التقنية في الصين عن أمريكا؟
أشار معهد ماكينزي العالمي المتخصص في أبحاث الاقتصاد وإدارة الأعمال، خلال دراسة متخصصة، إلى النمو والتطور لشركات التقنية الصينية خلال السنوات الأخيرة.. فهل تشهد الصين مرحلة قادمة من تقدم تلك المؤسسات مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية؟
في هذا التقرير، عبر “بزنس برس”، سنعرف أسباب تقدم الصين في المجال التقني، مقارنة بالعديد من دول العالم، بما في ذلك أمريكا.
ما أسباب تقدم الشركات التكنولوجية داخل الصين؟
لم تكن الصين بمعزل عن التطور التقني العالمي، ولكن ثمة بعض الإجراءات التي ساعدتها على تسيّد القمة عند الحديث عن الشركات التكنولوجية.
قدمت الحكومة الصينية تمويلاً لتلك الشركات، إضافة إلى تبنّيها العديد من السياسات، ما عزز بيئة مناسبة وداعمة للابتكار والنمو.
هذا داخل المشهد الصيني الذي يتسم بكثافة عدد السكان وإقبالهم على شراء المنتجات والخدمات التكنولوجية، ما ساعد تلك الشركات المتخصصة على التوسع، ليس فقط داخل البلاد ولكن على مستوى العالم.
وحقيقةً، تمتلك الصين مواهب فائقة وقوة عاملة ماهرة وكبيرة العدد من المهندسين والعلماء، كما تركز الدولة على التقنيات الناشئة والحديثة في نفس الوقت، مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، وهذا يرغمها على الاستثمار في المجالات البحثية المتعلقة بالتكنولوجيا.
وكل تلك العوامل في ظل هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على قطاعات تكنولوجية عديدة، وتمتع كلا البلدين بنقاط الضعف والقوة، وهو ما يضّاعف حالة التنافس.
المشهد التكنولوجي القوي داخل الشارع الصيني
دمجت الصين التقنية في كافة مناحي الحياة اليومية، وأصبحت رائدة في الدفع عبر الهاتف المحمول كانتشار تطبيقات Alipay وWeChat Pay التي تُستخدم داخل محلات البقالة ولدفع الإيجار.
وإضافة إلى ذلك، التوسع في التجارة الإلكترونية التي تعتبر جزءاً أساسياً من ثقافة المستهلك، واعتماده على منصات متخصصة مثل Taobao وJD.com للحصول على المنتجات والخدمات.
وضمن الأدلة الواضحة على التنافس التقني أيضاً مع أمريكا؛ استثمار مدن مثل بكين وشنغهاي بكثافة في أنظمة النقل العام، والتقدم المُصاحب لتلك الأنظمة كتقنية التعرف على الوجه لإصدار التذاكر والإدارة الذكية لحركة المرور، وخدمات مشاركة الدرجات وطلب خدمات التنقل بواسطة المركبات.
وعلى مستوى المدن؛ تنفذ العديد من المدن الصينية مبادرات المدن الذكية، باستخدام التكنولوجيا لتحسين الكفاءة والاستدامة وجودة الحياة، ويُدمج الذكاء الاصطناعي والروبوتات في العديد من الصناعات، من التصنيع إلى الرعاية الصحية لتحسين الإنتاجية.
هل تمثل الصين منافساً خطيراً داخل المشهد التكنولوجي العالمي؟
بالطبع! لقطعها مسافات طويلة داخل العديد من المجالات وبخاصة البحثية، حيث كثافة الاستثمار في الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الجيل الخامس، لتكون الصين من أوائل الدول الناشرة لتلك التقنية.
كما تعتبر من رواد الطاقة المتجددة والتجارة الإلكترونية في ظل شراسة المنافسة مع أمريكا في نفس القطاعات والحرب الضروس بينهما لحصد مقاعد القمة.