مسلسل “لعبة حب”.. “لعبة بزنس” (فيديو)
تعليق صوتي: إبراهيم جلال
مَن تابع مسلسل “لعبة حب” الذي انتهى عرضه على MBC ومنصة شاهد، سيكتشف أنه إلى جانب اللعب على مشاعر المحبين فإنه يركز في جانب من جوانبه على لعبة “بزنس” تتغلغل في جميع مفاصل تلك الدراما المقتبسة عن عمل تركي نال شهرة واسعة بعنوان “حب للإيجار”.
لا يستغرقك زمن طويل حتى تتبيَّن كيف تنجدل خطوط المال مع خطوط الحب في تلك اللعبة، فمنذ الحلقة الأولى تتمايز طبقتان اجتماعيتان، طبقة فقيرة تكاد تكون معدمة، تنتمي إليها “سما” (نور علي) التي تعمل نادلة في مطعم فخم، وأخوها (حازم زيدان) المتورط مع عصابة تطالبه بدفع 5000 دولار لتتركه بحاله، وجدتها (نهاد عاصي) التي تُشكِّل جرس الإنذار لعودة سما من أحلامها الوردية إلى واقعها المرير باستمرار.
وفي المقابل هناك “مالك” (معتصم النهار) وهو مدير وصاحب شركة خاصة لصناعة الأحذية النسائية، وعمّه “سلطان” (أيمن رضا) وزوجة عمه “فريدة” (شكران مرتجى) اللذان يسعيان لتزويجه كي لا يطردهما والد سلطان وجد مالك (حسام تحسين بك) من القصر الذي يعيشان فيه وكي لا يحرمهما من المال الذي يتنعمان به من دون أي جهد في تحصيله.
لعبة المال ولعبة الحب تتضافر في هذا العمل، عندما تشاهد “فريدة” بالصدفة مالك وهو يقبل نادلة المطعم، فتعتقد أنها تستهويه، بينما كان هو يتخلص من فتاة أرسلتها هي لتوقعه بغرامها، وتبدأ العمل على إغراء “سما” بالقبول بأن تمثِّل على “مالك” المعتكف عن الزواج، وتجعله يقع بحبها، فتقبل سما لحاجتها إلى المال من أجل مساعدة أخيها، وتحريره من العصابة.
وتبدأ هنا لعبة تهيئة “سما” لتصبح مساعدة “مالك” في عمله، وتالياً انتشالها من بيئتها الفقيرة وتغيير سلوكها وزيادة معارفها بالإدارة وتنظيم الوقت..
وكلَّما قررت الصبية الفقيرة التوقف عن تلك اللعبة، كانت لها فريدة بالمرصاد، وتهددها بأن عليها أن تسترجع مالها التي سلَّفتها إياه في البداية، فترى سما نفسها تغرق أكثر فأكثر في اللعبة التي تتحول منذ بدايتها إلى حب حقيقي وعفوي بعيد عن أي شيء له علاقة بالكذب.
ولمزيد من العقبات ترى سما نفسها في منافسة مع “سيرين” (ساشا دحدوح) الراغبة في امتلاك “مالك” وإيقاعه بحبها، ولزيادة الطين بلّة، فإن شريكه “رامي” (جو طراد) واقع في حب “سيرين”..
وبقدر ما هي منافسة على المشاعر فإنها منافسة على العمل أيضاً، ما يضطر سما لتطوير معارفها في البزنس لمواجهة سيرين، ولردم الفجوة المالية والمعرفية بينهما.
تتعقد الأمور أكثر مع مجيء ابنة سلطان (ترف التقي) التي تُعجَب برامي، وفي الوقت ذاته تتوطد علاقة سيرين مع سائقها عبدو (حسن/////) وهو صديق حازم وسما ويعيش معهما في الحارة ذاتها.
العمل الدرامي يظهر كيف يتغلب الحب على المال، لكنه في الوقت ذاته لا يكتفي بذاته، بل يستخدم المال من أجل دفع العواطف قدماً، وتحقيق المزيد من الأرباح على صعيد العمل وانشغالات القلب وما إلى هنالك، حتى أنه مع انكشاف اللعبة لمالك في الحلقات الأخيرة، إلا أنه استرجع انجذابه لسما نادلة المطعم، بعيداً عن الملابس الفارهة والإتيكيت المبالغ فيه الذي درَّبتها عليه “فريدة”.
وفي سياق آخر يركز العمل على كون “سلطان” وزوجته يعيشان بنعيم من أموال أبي سلطان، بينما مالك فكان عصامياً رفض أموال جده وبنى شركته بنفسه، كما يعزز المسلسل مفهوم الشراكات وتبديل الطرابيش بين المستثمرين والعملاء، بحيث أن حياة كثيرين تتعلق بنجاح صفقة وفشل أخرى.
مثلهم مثل الممثلين الشباب الذين ينظرون إلى هذا العمل كاستثمار على أكثر من صعيد، أولاً سمح لهم بالتَّنعُّم في فنادق تركيا الخمس نجوم، وكأنهم في سياحة طويلة، وفي الوقت ذاته استثمروا انتشارهم على فضائية ومنصة ذات جمهور واسع بات يعرفهم ويتابع أخبارهم وأزياءهم وحفلاتهم وينتظر أعمالهم القادمة.
وفي خضم ذلك لا نستطيع أن ننسى جماليات الإعداد الذي قامت به “رغداء شعراني”، وأيضاً رؤية المخرج التركي “فيدات أويار” الذي جعل من “لعبة حب” دراما مُعرَّبة تدر المال على العاملين فيها وعلى المنتج وأيضاً للفضائية والمنصة التي عرضتها.