ما قد لا تعرفونه عن نظام الزراعة البحرية

السؤال الذي يشغل بالنا دوماً، ويتطلب الإجابة عنه، هو: لماذا يشكل نقص الغذاء في العالم أزمة كبيرة رغم ضخ مليارات الدولارات فيه كل عام؟

إن القضاء على الجوع في العالم، وتحقيق الأمن الغذائي، وتحسين التغذية، وتعزيز الزراعة المستدامة، الهدف الثاني للأمم المتحدة.. ولكن كيف يمكن المساعدة في حل أزمة الجوع في العالم.. فهل بالإمكان أن تكون الزراعة في المحيطات هي أملنا؟

تحاول شركة الزراعة المحيطية “ألورا” أن تحقق هذا الهدف، من خلال زراعة الأرز على سطح المحيط، حيث يعد أول نظام للزراعة البحرية في العالم باستخدام تكنولوجيا ثورية تهدف إلى زيادة الغلة واستخدام صفر من المياه العذبة.

نجح الباحثون في تحقيق هذا الهدف باستخدام تقنيات تحرير الجينات لتحديد وتفعيل الجينات المقاومة للملح في أصناف الأرز، ثم يتم تحويل الخلايا الجذعية للنبات وإعادة زراعتها مع تحمل نشط للملح. 

ويزرع الأرز في مزارع على سطح المحيط، ويتكون من عدة قرون مغطاة لحماية الأرز النامي من الطيور والطقس.

وطورت الشركة تصميماً وراثياً حاصلاً على براءة اختراع من شأنه أن يسمح لمحصول الأرز الذي تنتجه بالنمو في بيئة شديدة الملوحة في المحيط، دون الحاجة للأسمدة أو المياه العذبة مع تحقيق زيادة في الإنتاج، باستخدام العناصر الغذائية البحرية ومواد استبدال التربة المصممة حسب الطلب، والعمل على خفض تكاليف الإنتاج ومواجهة أزمة التغير المناخي..

فالأرز المزروع على الأرض مسؤول عن إنتاج 1.5% من إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم.

كما يقدر حجم سوق الأرز بـ 376.54 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ويتأثر ثلث حقول الأرز المروية اليوم بتسرب الملح. 

ومع زراعة الأرز في المحيطات من المتوقع أن تكون العائدات أفضل من الأرز المزروع على الأرض، فإن هذا يعني ربحية أكبر، وبالتالي استدامة أكبر.

ولكن السؤال الأهم هل سيقتصر الأمر على زراعة المحيط بالأرز فقط، أم يتم إحياء محاصيل كانت أكثر تأثراً بالتغير المناخي وتمثل ثلثي إمدادات العالم من الغذاء، كالقمح والذرة والصويا؟