كيف يؤثر المدير “العاطفي” على موظفيه؟

“عملتُ في أحد المستودعات خمس سنوات، وما كنتُ لأستمر في العمل، لولا مشاركة مالك المستودع في عملنا، حيث كان يساعدنا في أوقات الذروة.. وفي إحدى المرات أتت شاحنة محملة بالبضاعة وعلينا تفريغها في المستودع، وما كنا لنصمد حتى منتصف الليل لولا أنه بادر لنقل الطرود على ظهره مثلنا تماماً”.. هذا ما يسرده منذر، مهندس معلوماتية، لـ”بزنس برس”.

أما سامر فتنقّل بين عدد من المحال التجارية، يقول لـ”بزنس برس”: “بالنسبة لي جو العمل الذي يوفره المدير هو أهم من المال، وكثيراً ما كنتُ أفضّل العمل لدى أولئك المديرين الذين يلقون النكات ويخلقون مساحات للضحك، بطريقة لبقة لا تؤثر سلباً على سير العمل”.

تتفق تجارب منذر وسامر مع دراسة أثبتت أن المشاعر والحالات العاطفية الإيجابية اليومية للمديرين تنتقل بالعدوى للمرؤوسين، حيث شهد الموظفون زيادة في حالاتهم العاطفية الإيجابية اليومية، ثم ردوا بالمثل بأداء أعلى للمهام. 

بينما ارتبطت الحالات العاطفية السلبية اليومية للقادة بانخفاض رضا الموظفين ونسبة أدائهم للمهام.

وفي السياق نفسه، أجرى الدكتور بلال زغموت، من جامعة يورك سانت جون، -خلال دراسة بحثية نُشرت في ٢٦ مايو الفائت- مقابلات مع 150 مديراً وموظفاً في 30 شركة في المملكة المتحدة، وطرح عليهم أسئلة حول أسلوب إدارتهم وقارن إجاباتهم بأداء شركتهم.

ووجد أن زيادة بنسبة 10% في درجة الذكاء العاطفي للمدير، ارتبطت بزيادة بنسبة 7% في الأداء العام للموظفين والأرباح بطبيعة الحال.

وأضاف زغموت في مؤتمر الأكاديمية البريطانية للإدارة في كلية نوتنغهام للأعمال، أن “المديرين الذين يتمتعون بذكاء عاطفي مرتفع أكثر قدرة على حلّ النزاعات، وتعزيز العمل الجماعي، والحفاظ على الروح المعنوية العالية بين الموظفين، ما أدى بدوره لزيادة مشاركة الموظفين، وانخفاض معدلات دوران العمل، وتحسين الإنتاجية الإجمالية”.

إلى ذلك، أظهرت دراسة نُشرت في 17 يوليو الماضي في مجلة PLOS ONE، بقيادة باحثين من جامعة كوينز بلفاست وجامعة نوتنغهام، أن تدريب المديرين التنفيذيين على الصحة العقلية، ارتبط بنتائج أفضل من حيث أداء الأعمال وخدمة العملاء وكفاءة الموظفين والاحتفاظ بهم.

وأكد البروفيسور هولي بليك من جامعة نوتنغهام، أن “تدريب المديرين ارتبط بانخفاض مستويات الإجازات المرضية طويلة الأمد بسبب تحديات الصحة العقلية، وحمل قيمة تجارية استراتيجية للشركات”.

لذا، لا يمكن إهمال العلاقة بين الذكاء العاطفي والصحة النفسية والعقلية من جهة، وزيادة إنتاجية وأرباح الشركات من جهة أخرى.

ويوصي الخبراء بقراءة المقالات العلمية التي تُعنى بالصحة النفسية، وتشجع المديرين على مواكبة التطورات في علم الإدارة، وإيلاء الاهتمام الكافي بصحة الموظفين النفسية والعاطفية، والاستعانة بالأطباء وخبراء الصحة النفسية لضمان اتخاذ قرارات صائبة في هذا الشأن.

شارك المقال: