“بزنس” الخيول العربية الأصيلة في سوريا (فيديو)
بجمالها اللافت، من الرأس المميز إلى الذيل المرتفع وقدرتها على الركض لمسافات طويلة، إلى عينيها الواسعتين التي تنم عن ذكاء، تمكنت الخيول العربية الأصيلة من أن تسحر سكان الجزيرة السورية (شمال شرق البلاد)، فأصبحت تربيتها إرثاً تاريخياً في المنطقة.
الخيل العربي الأصيل وصفٌ يشمل الأصول الخمسة للحصان العربي في سوريا، وهي “الصقلاوية والعبية والكحيلة والشويمة والمعنقية”، وهي الأنواع التي تتميز بأعلى درجات الأصالة من حيث الجمال، وتعد من أقوى السلالات في المسابقات والمهرجانات التي تقام في مدن الحسكة ودير الزور والرقة.
ولتربيتها وتجارتها متعة خاصة، إذ رغم تردي الأوضاع الاقتصادية في المنطقة، يحرص مربو الخيول على الحفاظ عليها كمهنة توارثتها الأجيال عبر التاريخ.
ومن أشهر من عمل في هذه الحرفة هم سكان محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، إذ عرفت محافظتهم بـ”مربط الخيول العربية الأصيلة”، وامتهنوا تربيتها منذ مئات السنين.
وكانت الحسكة قبل الحرب السورية، تنال المراكز الأولى في المسابقات والبطولات التي تخوضها على مستوى سوريا والبلدان العربية، ورغم سنوات الحرب وما تعرضت له الخيول العربية الأصيلة من نقص في الأدوية والعلاج التخصصي، إضافة إلى نقص الأعلاف الخاصة بالخيول، إلا أنها حافظت على مكانتها الهامة كموطن للخيول العربية الأصيلة.
وساهمت الحسكة في انضمام سوريا إلى المنظمة العالمية للخيول العربية (WAHO) في عام 1989، ثم أنشأت الجمعية السورية للخيول العربية التابعة ل WAHOفي 2003، وشهدت هذه الجمعية ازدهاراً من عام 2004 إلى عام 2010.
واشتهرت الجزيرة السورية بتربية الخيول العربية الأًصيلة والتجارة بها، وكسب أصحابها أرباحاً كبيرة، إلا أن ويلات الحرب حالت دون ذلك في الأعوام الأخيرة؛ لا سيما مع استمرار الأزمة الاقتصادية وتعاقب مواسم الجفاف في سوريا، حتى بات أصحاب الخيول ينظمون سباقات على نفقتهم الخاصة للحفاظ على رياضة الفروسية، إذ عُرفوا بولعهم بالخيل وتربيته.
إسماعيل الفارس، وهو مربي خيول وصاحب إحدى المزارع بريف القامشلي، يقول لـ”بزنس برس”، إن “أسعار الخيول تتفاوت حسب أعراقها وأصالتها وما أحرزته من سباقات، وعلى سبيل المثال الحصان العربي الهدب (فرع من الكحيلة) يتجاوز ثمنه 70 ألف دولار”.
ويوضح الفارس أن “تجارة الخيول كانت تدر أرباحاً طائلة، إلا أن الحال اختلف، بعد توقف سوق التجارة الخارجية عقب الأزمة السورية واعتمادها على التجارة الداخلية ومرابط الخيول، وتحمل أصحابها النفقات الباهظة لتغذية الخيول بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف والشعير فضلاً عن ارتفاع أسعار الأدوية والعلاج الخاص بهم”.
ويعرب الفارس عن حبه وولعه الشديد بالخيول، ما دفعه للاستمرار بتربيتها، متأملاً أن يورثها لأبنائه كما ورثها من آبائه وأجداده.
ويذكر أن مزارعهم تحرص على تنظيم دورات تدريبية لتعليم ركوب الخيل، بهدف خلق جيل جديد من الفرسان والحفاظ على رياضة الفروسية كموروث عريق للمنطقة.