“كوابيس”.. الجانب المظلم لمواقع التواصل الاجتماعي

يقول إيليا لـ”بزنس برس”: “باتت أحلامي عبارة عن دردشات الماسنجر والواتساب، أكثر من كونها أشخاص تتكلم وأحداث تقع، وفي اليوم الذي أكثر فيه من تصفح الفيسبوك، فإني أواجه كوابيس مزعجة، وغالباً ما تكون أخباراً سيئة على شكل بوستات أقرؤها داخل الكابوس”.

وصعدت مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة، واحتلت حياة المليارات من البشر، وكان لها تأثيرات على الجملة الفيزيولوجية للإنسان.

ويقول دريد، لـ”بزنس برس”: “في اليوم الذي أتصفح فيه مواقع التواصل الاجتماعي لفترة طويلة قبل النوم، يكون نومي متقطعاً، وأشعر بالتعب عند الاستيقاظ، قد يكون السبب كوابيس مزعجة لم أتذكرها”.

وأشارت دراسة -نُشرت في ٢٢ يوليو الجاري– إلى وجود صلة بين وجود جهاز تلفزيون أو أي جهاز آخر متصل بالإنترنت في غرفة النوم وقصر مدة النوم.

وكان المؤلف الرئيس للدراسة جيسون ناجاتا، أستاذ طب الأطفال بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، قد صرح في بيان صحفي أن ”ترك الإشعارات قيد التشغيل، حتى في الوضع الصامت، يؤدي إلى قلة النوم مقارنة بإيقاف تشغيل الهاتف تماماً أو إبقائه خارج غرفة النوم”.

كما أثبتت دراسة نُشرت في ١٢ مارس الفائت في مجلة BMC Psychology، وجود صلة مذهلة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتكرار الكوابيس المزعجة.

وبعد دراسة آراء 595 بالغاً، تبين أن الكوابيس المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي ليست شائعة بشكل عام، ولكنها تتكرر عند الذين دمجوا وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عميق في حياتهم اليومية.

وأفاد المشاركون الذين عانوا من هذه الكوابيس بضيق شديد، وارتفاع مستويات القلق، وانخفاض المزاج، وكان نومهم مضطرباً في كثير من الأحيان، ما يعني أن الكوابيس هي المسار الرئيس الذي تؤثر من خلاله وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية والنوم.

وكان الكابوس الأكثر شيوعاً يتعلق بعدم القدرة على تسجيل الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي، يليه انقطاع العلاقات مع مستخدمين آخرين، أما الكوابيس الأقل شيوعاً كانت التعرض للتحرش الجنسي أو سرقة الهوية عبر الإنترنت.

وفي هذا الصدد، يقول مؤلف الدراسة رضا شباحنج، باحث من جامعة فلندرز، إنه “مع تزايد ارتباط وسائل التواصل الاجتماعي بحياتنا، امتد تأثيرها لأبعد من ساعات الاستيقاظ، إلى النوم والأحلام”.

ويضيف شباحنج: “مع التقدم السريع في التكنولوجيا والإعلام، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، والاعتماد المتزايد عليها، فمن المتوقع أن تصبح الأحلام المتعلقة بالمحتوى التكنولوجي والإعلامي أكثر تواتراً”.

ويوصي الخبراء والباحثون بتحديد أوقات لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتقليل منها قدر الإمكان عند الأطفال الصغار لأنها تؤثر على نومهم وتعيق تطور حواسهم، وتوعية المراهقين حول ضرورة عدم إعطاء أي معلومات شخصية تُطلب منهم عبر الإنترنت.

كما ينصح الأطباء بقراءة الكتب الورقية، وممارسة الرياضة ومختلف النشاطات البدنية، للتقليل من استخدام وسائل التواصل والكوابيس المرتبطة بها.

شارك المقال: