المتاحف والواقع المعزز.. متعة جديدة

عندما تلج متحفاً، فإنك في عالم الفن والتاريخ والثقافة. ولكن، ماذا لو كانت هناك طريقة لتعزيز تجربتك في المتحف بشكل أكبر؟ 

هنا يأتي دور الواقع المعزز في جعل الزوار يشعرون وكأنهم جزء من التاريخ. من العروض التفاعلية إلى الجولات الافتراضية.

تعمل تقنية الواقع المعزز على تعزيز البيئة المادية للمستخدم من خلال المحتوى الرقمي، فتتيح تراكب العناصر الافتراضية على العالم الحقيقي، ما يخلق تجربة غامرة وثرية لزوار المتاحف. 

يعمل الواقع المعزز على وضع التاريخ في سياقه، من خلال مزج القديم والجديد، برؤية شكل المدينة في الماضي، أو إظهار كيفية بناء مبنى، أو إضفاء الحيوية على لوحة فنية.

كما قد يكون الواقع المعزز مفيداً أيضاً للمستخدمين الذين يواجهون صعوبة في التنقل داخل المتحف، حيث يمكنهم الوصول إلى المعلومات من أي مكان، وإنشاء محتوى مخصص للمستخدمين وتحسين تجربة الزوار، وإشراك الجمهور الأصغر سناً.

ويعد أحد التطبيقات الأكثر شعبية تطبيق الواقع المعزز من شركة “GVAM”ويستخدم التطبيق كاميرا الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي لعرض العناصر الافتراضية في العالم.

كان المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس رائداً في استخدام الواقع المعزز، حيث يتيح مشروع يسمى”REVIVRE” (العيش مرة أخرى) للزوار مواجهة الحيوانات الرقمية وجهاً لوجه، والتي انقرضت الآن في العالم الحقيقي.

وفي عام 2019 قدم متحف اللوفر  معرضاً بعنوان “الموناليزا ما وراء الزجاج” والذي استخدم تقنية الواقع المعزز للسماح للزوار باستكشاف لوحة ليوناردو دافنشي بطريقة جديدة تماماً.

كما ظهرت لوحات كلاسيكية وأعمال فنية حديثة لفنانين مثل تيتيان، وفان غوخ، وجورج سورا، في شوارع لندن المزدحمة بفضل تطبيق الواقع المعزز.

وكان المتحف الوطني في سنغافورة مسؤولاً عن تركيب غامر يسمى قصة الغابة، وهو أحد أكثر تجارب الواقع المعزز إثارة للإعجاب في المتاحف.

ويُعد معرض الأبطال والأساطير في مركز كينيدي للفضاء مثالاً رائعاً على استخدام الواقع المعزز، حيث أتاحت هذه التقنية وجوهاً وأصواتاً للأشخاص الذين عملوا في برنامج الفضاء. 

كما يمكن للزوار سماع قصص من أساطير وكالة ناسا تُروى بكلماتهم الخاصة.

وتستخدم حديقة كارنونتوم الأثرية، الواقعة في النمسا، تقنية الواقع المعزز لتقريب الزوار من الإمبراطورية الرومانية. وتضم الحديقة، التي بُنيت على موقع مدينة رومانية سابقة، مجموعة متنوعة من المعروضات، بما في ذلك المباني التي أعيد بناؤها والتحف من العصر الروماني.

وعليه، يفتح الواقع المعزز آفاقاً جديدة للمتاحف، ويغير تجارب العرض ويجعل التعلم أكثر تفاعلية وجاذبية. فالواقع المعزز ليس مجرد موضة، بل هو عنصر حاسم في مستقبل المتاحف.