المانغروف وكيفية تحلية مياه البحر

تتمتع أشجار المانغروف بالعديد من الخصائص المدهشة، ولكن ربما يكون الأكثر إثارة للإعجاب هو أنها نوع الأشجار الوحيد الذي يمكن أن يزدهر في المياه المالحة بسبب قدرتها على تحلية المياه، ولكن إذا كان هذا صحيحاً، فكيف يتم ذلك..

وربما تكون تحلية المياه على وشك إحداث ثورة في الطريقة التي تدير بها مدن العالم إمداداتها من المياه، ولكن ليس بالطريقة التي قد تتوقعها.

لا يحصل حوالي 785 مليون شخص حول العالم على مصادر نظيفة لمياه الشرب، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، حيث تؤدي أزمة المناخ إلى تفاقم هذا الوضع.. 

وتشكل المياه المالحة نحو 97% من مياه كوكبنا، ما يعني مورداً ضخماً غير مستغل، الأمر الذي يحتم الحاجة إلى حلول لجعلها مناسبة وآمنة. 

أشجار المانغروف يمكنها إزالة الملح من مياه البحر باستخدام نظام ترشيح معقد؛ فعندما تمتص أشجار المانغروف المياه المالحة بجذورها، فإنها تقوم بتصفية بعض الملح. 

أما الملح الذي لا يمكن تصفيته، فيخزن في الأوراق ويتحول إلى أوراق متساقطة”. وتتحول الأوراق التي يتراكم فيها الملح إلى اللون الأصفر.

كما تمتلك أشجار المانغروف عضواً خاصاً يسمى الغدة المالحة، والتي تفرز الملح من الجانب السفلي للأوراق.

وتختلف كمية المياه المحلاة في الساعة حسب حجم الشجرة وحالتها. 

وهذه ليست آلية تنقية، بل مجرد آلية لتحلية المياه، ما يخلق مياهاً أكثر ملاءمة لأغراض مختلفة، تتراوح من الاستهلاك البشري إلى الاحتياجات الزراعية. 

وتُعد هذه الفائدة قيّمة بشكل خاص للمجتمعات الساحلية التي تعتمد على المياه العذبة من النظم البيئية لأشجار المانغروف لتلبية احتياجاتها اليومية، بما في ذلك الشرب والطهي والزراعة. 

وتعمل النظم البيئية لأشجار المانغروف لاستدامة صناعات الصيد وقطاع السياحة، وكلاهما يعتمد على بيئات ذات جودة مياه مثالية.

ويوجد حوالي 80 نوعاً من أشجار المانغروف يتراوح ارتفاعها من 2 إلى 10 أمتار، وتوجد أكبر غابات في العالم في غابة سونداربانس في بنغلادش.

ورغم كونها أنظمة بيئية فائقة، إلا أنه تم تدمير العديد من غابات المانغروف للحصول على الأخشاب، خاصة في الآونة الأخيرة، كما أن بقاءها مهدد بسبب التدهور البيئي في المناطق الساحلية. 

ووفقاً لمنظمة مراقبة الغابات العالمية (GFW)، فإن آسيا هي القارة التي تعد موطناً لأكبر خسارة لأشجار المانغروف.

وعليه، لأشجار المانغروف تأثير لا يمكن إنكاره على البشر والبيئة، وفي السعي إلى حماية النظم البيئية الساحلية يجب إعطاء الأولوية للإجراءات الوقائية وجهود الاستعادة والوعي بالدور المحوري لأشجار المانغروف.

لابد من اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة لحمايتها والحفاظ عليها، والعمل على زيادة مساحات زراعتها، للاستفادة منها من أجل تحلية المياه، حتى يمكن للأجيال الحالية والقادمة التمتع بفوائدها واستدامتها.

شارك المقال: