أكبر نسبة موظفين ستستقيل هذا العام.. لماذا؟
”الراتب قليل جداً مقارنةً بالمعيشة، ولكنه مقبول مقارنةً بالسوق، إلا أن ترى مَن يصرف أضعاف راتبك الشهري أمام عينيك في يوم واحد وربما ساعات، هذا ما يجعلك تشعر بالإحباط الشديد، ما قد يدفعني لترك العمل الحالي“.. هكذا يقول لـ”بزنس برس”، إيليا، 31 عاماً، موظف في منتجع خمس نجوم.
في العام الماضي، أكد العديد من الخبراء أن زمن الاستقالات الجماعية ولى، مبررين ذلك بانخفاض معدل ترك العمال لوظائفهم بنسبة 12% ، لكن دراسة جديدة أجرتها شركة الاستشارات ”برايس ووترهاوس كوبرز“؛ نشرت نتائجها في 24 يونيو الفائت، أكدت أن نسبة هامة من العمال لا تزال تبحث عن ”مراعٍ أكثر خضرة“، أكثر من أي وقت مضى.
ومن بين 56 ألف شخص شملهم الاستطلاع في 50 دولة حول العالم، قال 28% إنه ”من المحتمل جداً“ أن يجدوا وظيفة جديدة خلال الـ 12 شهراً المقبلة.
ويمكن تفسير ذلك بتزايد أعباء العمل التي فرضتها التكنولوجيا الحديثة، حيث أكد نصف العمال أنهم مُتعبون لأن عليهم تعلم كيفية استخدام أدوات أو تكنولوجيا جديدة من أجل مواصلة أداء وظائفهم، وأعرب أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع عن قلقهم بشأن مدى سرعة تغير العمل.
تقول إسراء، مهندسة في شركة تصميم، لـ”بزنس برس”، إنه ”رغم وجود مدير متفهم، فإن الضغط النفسي الذي أتعرض له بسبب بعض زملائي في العمل والجو السام الذي يصنعونه، قد يتفوق على راتبي العالي نسبياً والمرونة في العمل التي يوفرها مديري“، وأكدت أنها لا تستبعد تقديم استقالتها قبل نهاية العام.
وعن الحلول، توضح إسراء: ”في جو العمل السام، يموت الشغف وتتحول المهام إلى عبء، ما يجعلنا نبحث عن بيئة عمل مريحة، ولا يهم لو كان الراتب أقل“.
وعليه، أشار تقرير نشرته الصحافة الكندية لأول مرة في 13 مارس الماضي، أن 71% من العمال يرغبون في ترك وظائفهم هذا العام والبحث عن فرص أفضل، وأن أصحاب العمل يكافحون من أجل تحفيز القوى العاملة المحبطة وغير المندمجة التي سئمت الأجور التي لا تواكب التضخم.
ولفت التقرير، الذي أعدته شركة التوظيف ”هايز“، إلى أن على المدراء وأصحاب العمل التأهب، لأن أكثر من نصف الموظفين يشعرون بالمزيد من التوتر هذا العام مقارنة بالعام الماضي، ونحو النصف غير متحمسين للعمل.
ووصفت هايز الاستطلاع بأنه ”مثير للقلق“، وأن العمال يحتاجون إلى أكثر من مجرد زيادة في الراتب ليظلوا منخرطين في العمل؛ يريدون مزايا وحوافز أخرى مثل زيادة أيام الإجازة والتطوير المهني والترقيات.
وينصح خبراء علم النفس أصحاب العمل بالاهتمام بالحالة النفسية للعمال، والاستماع إلى اقتراحاتهم ومشاكلهم وهمومهم، حيث إن مجرد سؤال صغير ”ماذا تحتاجون اليوم؟“ من قبل المدير له أثر كبير في الحالة النفسية ويحسن إنتاجية الموظفين ويقلل من معدل الاستقالات.