ما حال “بزنس الطاقة الشمسية” في سوريا؟
وسط تفاقم أزمة انقطاع الكهرباء في مناطق شمال شرق سوريا منذ نحو 12 عاماً، يلجأ الكثيرون إلى الحلول البديلة، لتأمين احتياجاتهم من خدمات الكهرباء، ما أدى إلى انتعاش تجارة ألواح الطاقة الشمسية داخل هذه المناطق.
وتنتشر ألواح الطاقة الشمسية في كل مكان بالمنطقة، على أسطح المباني السكنية وشرفاتها وفي المصانع وبالقرب من المزارع والحقول، كما انتشرت العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تروج لهذه الطاقة، رغم ارتفاع تكاليفها.
وتتراوح تكاليف تركيب منظومة الطاقة الشمسية في محافظة الحسكة نحو 25 مليون ليرة سورية (حوالي1700 دولار)، بحسب جودة وأعداد الألواح والقواعد والبطاريات.
ويقول جهاد عكو، مزارع من مدينة القامشلي، شمال شرق سوريا، لـ”بزنس برس”: “تضررت أعمالنا ويبست محاصيلنا، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن المنطقة منذ أكثر من 7 أشهر، وبات البحث عن طرق لتأمين الكهرباء ضرورة ملحة كإحدى أساسيات الحياة اليومية مثل الطعام والشراب”.
ويضيف عكو: “الاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية أصبح الحل الأمثل للعديد من السكان، خصوصاً المزارعين في هذه المحافظة التي تشكل السلة الغذائية للبلاد”.
وعلى الرغم من ارتفاع تكاليف أسعار الطاقة الشمسية، تجتاح أسواق شمال شرق سوريا العشرات من الشركات التي تستثمر بهذه الطاقة بأسعار وأنواع تنافسية.
ويقول المهندس الكهربائي، يوسف رمضان: “بلغت تكاليف تركيب منظومة الطاقة الشمسية في سوريا نحو ألفي دولار وسطياً، إذ تختلف التكاليف حسب جودة ونوعية الألواح والبطاريات”.
ويضيف لـ”بزنس برس”: “تكاليف تركيب سعر اللوح الواحد، يتراوح بين 150 دولاراً إلى 200 دولار، في حين أن تشغيل الأجهزة الكهربائية يستلزم عدة ألواح، وسعر منظومة ألواح الشمسية المكونة من 6 ألواح وجودتها جيدة تبلغ نحو 1750 دولاراً”.
والأرباح من جراء استخدام ألواح الطاقة الشمسية باتت مرتفعة جداً في المنطقة، إذ يتبين أنه من بين خمسة منازل هناك منزل يملك ألواح الطاقة الشمسية، وكذلك الأمر فيما يخص المزارع والمحال التجارية والمصانع.
ومن المعلوم أن الطاقة الشمسية تمثل حلاً مهماً لتوليد الكهرباء، باعتبارها طاقة مستدامة تبعث من الرياح وأشعة الشمس، فهي تعد طاقة نظيفة وصديقة للبيئة.
ويقول الخبير البيئي غسان إبراهيم، إن “مشاريع الطاقة الشمسية وأسواق الاستثمار في شمال سوريا، تعد الخيار الأمثل لتحقيق الاستدامة وتجنب مشتقات النفط ومعوقات البيئة لتوليد الطاقة، كما تعد مصدراً لتأمين الموارد الاقتصادية، ما يجعلها تشهد اهتماماً متزايداً على الصعيد المحلي والعالمي”.