ما قد لا نعرفه عن “بزنس الأركيلة” (فيديو)
تنتشر في الأسواق السورية، العديد من المحال التي تخصص أصحابها في بيع الأراكيل (النرجيلة) ومستلزماتها، إذ يؤكد حرفيون وعاملون في هذه المهنة، أنها دخلت إلى المجتمع السوري منذ تسعينيات القرن الماضي، ولا تزال تحافظ على مكانتها كإحدى أكثر العادات شيوعاً رغم الأزمة الاقتصادية.
ورغم ارتفاع أسعارها، إلا إنها تشهد إقبالاً كبيراً على اقتنائها، إذ توجد الأركيلة بشكل أساسي في معظم البيوت السورية، وفي المنتزهات والحدائق العامة، كما في المقاهي والكافتيريات الشبابية بأشكالها وأنواعها المختلفة.
أحمد نجم (أبو حسين ) يعمل في هذه الحرفة منذ 15 عاماً، ونقل هذه التجارة من العاصمة السورية دمشق إلى مدينة الحسكة، شمال شرقي البلاد، حيث يقيم، إذ يشتهر ببيع الأراكيل الدمشقية من النحاس والألمنيوم.
يقول التاجر نجم لـ”بزنس برس”، إنه امتهن الحرفة على يد حرفيين دمشقيين، حيث تعتبر دمشق من المدن المليئة بالحرف اليدوية التي لا تزال باقية حتى اليوم، ولكنها تراجعت مؤخراً نتيجة الحرب.
ويشير إلى أنه مثله مثل العديد من الحرفيين فضّلوا الهجرة على البقاء في دمشق، بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية، وانتقل من الحرفة إلى التجارة، ملتزماً باستيراد بضاعته من العاصمة، حيث تتميز بدقة صنعها وعراقتها وارتباطها بتراث البلاد.
ومن جهته، يقول طارق المسوتي، حرفي من دمشق، ورث مصلحة صب المعادن عن جده، وهي أساس صناعة الأراكيل اليدوية والشرقيات وغيرها من المعادن، لـ”بزنس برس”، إن صناعة الأراكيل مثل باقي الصناعات النحاسية السورية لها مكانة مرموقة في الحرف اليدوية التقليدية، وهي من المهن التي تتوارثها الأجيال.
وعن مراحل وأدوات صناعة الأراكيل اليدوية، يوضح المسوتي، الذي يملك معملاً في العاصمة وأكثر من صالة عرض لبيع الأراكيل ومستلزماتها في بعض المحافظات السورية ويقوم بتصديرها إلى الأسواق الخارجية والعديد من الدول الأوربية: “صناعتها تتم بصهر المعدن وتعديل ولحام وتلميع ونقش، ولها عدة أشكال”.
ويؤكد أن الأركيلة لها قطع وأجزاء مثل الرأس والصحن، ووعاء الماء وهي تصنع من زجاج مزخرف، بالإضافة إلى المشربية (الأنبوب) والبربيش (الخرطوم) لسحب الدخان واستنشاقه.
ويذكر أن أدنى سعر لتكلفة الأركيلة في سوريا بعد ارتفاع الأسعار يتراوح بين 100 ألف (8 – 10 دولارات) وصولاً إلى الملايين لبعض الأنواع والأحجام المميزة، حيث يتراوح سعر التكلفة الإنتاجية لأركيلة حجم وسط مصنوعة من مادة النحاس ما بين 20- 60 دولاراً، وتزيد في بعض الطلبيات والتصاميم الخاصة.
والأركيلة أداة تُستعمل للتدخين، ويطلق عليها العديد من الأسماء مثل الشيشة والنرجيلة والتمباك وغيرها، التي تختلف من دولة إلى أخرى، وفي سوريا ورغم أضرارها، إلا أنها باتت ضرورة في معظم اللقاءات الشعبية، وانتشرت على إثرها العديد من المقاهي في مراكز البلاد.