عالم الاستثمارات السورية في البرازيل
الجالية السورية في البرازيل تقطن هناك قبل الحرب التي بدأت عام 2011، حيث استثمر السوريون في قارة أمريكا الجنوبية منذ زمن ليس بقصير، لكن تباين هذا الاستثمار بين بعض الدول من القارة ذاتها جعل موقع “بزنس برس” يتساءل عن الأسباب.
يجيب المستثمر السوري في البرازيل خالد حميمي، (55 عاماً)، لـ”بزنس برس”: “البرازيل تتمتع باستقرار اقتصادي وسياسي، ما يؤثر إيجاباً على بيئة الاستثمار والأعمال، كما أن السوق الكبير للبرازيل من أكبر اقتصادات العالم، وسوقها يضم عدداً كبيراً من المستهلكين (230 مليون نسمة)، وهذا من منظور اقتصادي يوفر فرصاً تجارية كبيرة”.
ويملك حميمي في البرازيل سلسلة مطاعم، ويقول إن “الجالية السورية في البرازيل كبيرة، حيث يُقدر عدد السوريين والمهاجرين من أصول سورية بحوالي 4 ملايين شخص، وذلك يشمل الأجيال المختلفة من المهاجرين”.
ويضيف: “أما في الأرجنتين، فيقدر عدد السوريين بنحو 1.5 مليون شخص، ما يسهّل على المستثمرين السوريين الحصول على دعم اجتماعي وثقافي عند بدء أعمالهم”.
وتتميز السوق البرازيلية بعدة خصائص، يرى حميمي أن “أهمها هو التنوع الاقتصادي الذي يشمل الزراعة والصناعة والخدمات وهي من أكبر المنتجين والمصدرين للسلع الزراعية، كالبن والسكر والصويا، التي تجعلها تتمتع بسوق محلية ضخمة توفر فرصاً كبيرة للاستثمار”.
ويؤكد حميمي أن “البرازيل غنية بالموارد الطبيعية، مثل الحديد الخام، والنفط، والمعادن الأخرى، ما يجعلها لاعباً رئيسياً في الأسواق العالمية، وما يساعد على ذلك وجود بنية تحتية متطورة، كونها تمتلك شبكة من الطرق والموانئ والمطارات تدعم التجارة الداخلية والدولية”.
أما عن المعوقات التي تواجه المستثمر في البرازيل، يوضح حميمي: “تواجه كل اقتصادات العالم تحديات كبيرة ومثلها السوق البرازيلية التي تواجه خطر التضخم والبيروقراطية، ما يتطلب من الشركات استراتيجيات مدروسة للتعامل معها”.
ويتابع: “يمكن القول إن هذه الخصائص كلها تجعل السوق البرازيلية جذابة ومعقدة في الوقت نفسه، وتتطلب فهماً عميقاً للبيئة المحلية لتحقيق النجاح”.
ويختم حميمي حديثه لـ”بزنس برس”: “لا يمكن تحديد حجم رأس المال السوري في أمريكا الجنوبية، لكن السوريين جزء من المجتمع التجاري الكبير، وخاصة في قطاعات مثل التجارة والعقارات والصناعة، فالجالية السورية أسست شركات ومؤسسات ناجحة، وساهمت في النمو الاقتصادي المحلي”.