رحلة إلى أسواق حلب القديمة (فيديو)
تعليق صوتي: إبراهيم جلال
وكأنك في عوالم “ألف ليلة وليلة”.. شعور يتملكك وأنت تدخل أسواق حلب القديمة، لتأخذك التفاصيل في رحلة بين طيات الحضارة والثقافة والتجارة..
ستستغرق أكثر وأنت تنقل بصرك في التفاصيل المعمارية والبضائع التجارية، وتتنفس مع عبق الأصالة روائح الغار والتوابل وتحميص المكسرات.
1200 متر من باب أنطاكية شرقاً وصولاً إلى سوق الزرب غرباً مقابل قلعة حلب؛ المحور الأساس للأسواق.. تُضاف إليها تفرعات الأسواق والخانات الموازية والمتعامدة مع المحور الأساسي، والتي تتيح الخروج والدخول إلى السوق من الأبواب القديمة، والتي ما إن أُغلقت حتى يتم إغلاق أكبر سوق تجاري في العالم أو كما يحلو للبعض تسميتها أكبر “مول تجاري”..
السوق بمثابة متحف تاريخي، كونه يضم 37 سوقاً، بامتداد على طول إجمالي 15 كم بمساحة 16 هكتاراً، تضررت أجزاء كبيرة منها بفعل الحرب، وعاد قسم منها للعمل بعد الترميم والباقي قيد الترميم.
أمام متجره في سوق السقطية، يجلس أبو محمد يقرأ القرآن، وقد فرغ من صف الصابون بشكل هندسي جميل يظهر جمال ورونق صابون الغار أو كما يسمى “صابون حلب”، حيث يرغب به أبناء حلب وزوارها كما يؤكد لـ”بزنس برس”، في أن عودته للسوق شكلت مرحلة هامة في حياته نظراً لتعلّقه بهذا السوق منذ الصغر.
يوافقه الرأي نور الدين أوسطة، صاحب محل لبيع الحلويات والضيافة في سوق المجيدية، مشيراً إلى أن إعادة افتتاح المحال التجارية بعد الترميم أعادت لهم الحياة كما عادت الحركة التجارية للسوق تدريجياً، مؤكداً أن للسوق رونقاً خاصاً لدى أبناء حلب ومن يزورها.
وفي سوق الجلوم، ينادي أبو عبد الرحمن على بضاعته من ألبسة ولادية ونسائية، مؤكداً لـ”بزنس برس”، أن الحركة التجارية في السوق تتفاوت من مرحلة لأخرى بحسب الموسم، إلا أنها تزداد في الأعياد بشكل كبير.
وفي زحمة السوق، يمسك أبو حسين، 49 عاماً، وهو من أبناء حي القصيلة بجوار قلعة حلب، يد ابنتيه يارا وحلا، وينتقل برفقة زوجته من سوق إلى سوق يسأل عن البضاعة وأنواعها وأسعارها، ولا ينسى أن يشرح لأسرته عن تاريخ السوق وأصالته ومكانته لدى أبناء حلب، مؤكداً أن الانتماء لهذا المكان ينتقل بالوراثة من جيل إلى جيل.