“بزنس الهدوء”.. كافيتريا المتحف الوطني في دمشق
تقول فيروز “زوروني كل سنة مرة”.. أما المكان الذي تشاهدون صوره، والذي سنتحدث عنه، فيدعوكم لزيارته كل يوم، لا “كل سنة”.
في وسط العاصمة السورية دمشق، وتحديداً في حرم المتحف الوطني، ثمة كافيتريا صغيرة، متواضعة، عمرها عشرات السنوات، لا تطلب منك رعبوناً لزيارتها، إلا أن تكون محباً للجمال.. للجمال فقط.
في زوايا الكافيتريا تشعر وكأنك في منزل ريفي جميل، بالكراسي البسيطة والطاولات المحدودة، وشلال الماء، والطبيعة المتفرّدة بهدوئها.
تحيط بك الأشجار من كل جانب، تناديك الأزهار من خلف الباب، وتغمرك بهالة من السحر الرّباني.
إن أنصتّ قليلاً، ستسمع زقزقة العصافير وتغريد البلابل، وكأنك في جنة ضائعة وسط زحام المدن.
بعشرين طاولة، استطاعت رائدة الأعمال السورية لين شحادة أن تقلب هذه الكافيتريا البسيطة لمكان يرتاده الطلبة ومحبو الهدوء والطبيعة، و”بزنس” جيد.
“لم أنظر إليه يوماً على أنه مشروع تجاري للربح المادي، بقدر ما أغرتني فكرة أن أتواجد فيه يومياً، وأن يكون لي ركن خاص في هذا المكان اللطيف”..
توزع لين نظراتها بفرح في أرجاء المكان وهي تتحدث لـ”بزنس برس” عن مشروعها الذي بدأته منذ حوالي السنتين.
لا تعتمد لين على الأسعار الرائجة في كافيهات ومطاعم دمشق، بل تحاول أن تكون هذه الكافيتريا مناسبة لطلاب الجامعات، الذين قد يجدون صعوبة في دفع تكاليف ارتياد المطاعم والكافيهات المشهورة ذات الأسعار الباهظة.
وبين طاولة وأخرى، تجدها تنتقل بين الزبائن.. وبابتسامتها التي لا تغيب وبلطفها، تقدّم طلباتهم التي تتنوع بين القهوة والشاي وبعض المشروبات الغازية.
ولا تنسى أيضاً أن تلبي طلباتهم الخاصة من أغنيات، وبعض المقاطع الموسيقية التي تضفي على المكان روعة لا توصف، ليكتمل المشهد البديع بالصوت والصورة.
ولإضافة الحميمية أكثر ، فإنك تجد على الطاولات مشروب المتة، الذي أصبح أساسياً للكثير، ممن يرغبون بجلسة شبه ريفية طويلة وهادئة.
لا ترى لين صعوبات كبيرة في هذا العمل، إلا أن ارتفاع الأسعار المستمر دائماً ما يقلقها، لكنها تحاول جهدها لتبقى أسعارها مناسبة لكل قاصد للكافيتيريا.
وتسعى لين لأن تُدخل المناقيش والمعجنات المخبوزة على الصاج إلى قائمة الطلبات التي تقدمها الكافيتريا، وبذلك تكون حققت حلمها بأن تجعل هذا المكان قطعة مصغرة من الريف السوري.