الزراعة الجافة والاستدامة

وفقاً لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عام 2023، فإن إنتاج المحاصيل في المستقبل سيكون مقيداً بشدة بسبب حالات الجفاف وندرة المياه، خاصة في أوقات تغير المناخ.

وأصبحت إمدادات المياه محفوفة بالمخاطر على نحو متزايد، ما يعني أن المزارعين يبحثون عن طرق جديدة أو قديمة لإنتاج المحاصيل، ربما تكون الزراعة الجافة هي الحل.. ولكن كيف؟

تُعرف الزراعة الجافة بأنها إنتاج المحاصيل خلال موسم الجفاف باستخدام القليل من الري أو بدونه، وتعتمد على الرطوبة الطبيعية الموجودة في التربة نتيجة هطول الأمطار، وتقنيات زراعية محددة لضمان حصول المحاصيل على كمية كافية من المياه للنمو.

ويمكن للمزارعين خلق بيئة مثالية لنمو المحاصيل وبقائها على قيد الحياة دون الري، من خلال الحراثة العميقة، والتغطية، واختيار المحاصيل المناسبة، والمباعدة بين النباتات بشكل مناسب.

وتم استخدام مبادئ الزراعة الجافة منذ آلاف السنين في المناطق القاحلة، مثل البحر المتوسط والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويُعتقد أن الصين لديها تاريخ يزيد عن 8000 سنة في الزراعة الجافة.

انتشرت طريقة الزراعة هذه على نطاق واسع في القرن التاسع عشر، وسرعان ما تم اعتمادها بين المزارعين في المناطق الأكثر جفافاً في أمريكا الشمالية الذين كانوا يبحثون عن طريقة لزراعة المحاصيل دون الاعتماد على الري.

وتعد الزراعة الجافة ممارسة معتادة في العديد من الأماكن حول العالم، من بساتين الزيتون في البحر المتوسط إلى حقول البطيخ في بوتسوانا إلى مزارع الكروم في تشيلي.

كما تم استخدام الزراعة الجافة لمحاصيل مثل الزيتون والطماطم والبطاطس والقرع وحتى التفاح.

ولا تقلل الزراعة الجافة من استهلاك المياه فحسب، بل تؤدي أيضاً إلى إنتاج محاصيل ذات نكهات ومغذيات أكثر تركيزاً وتعزز الزراعة المستدامة، ما يقلل الضغط على الموارد المائية ويحافظ على النظم البيئية الطبيعية، إضافة إلى خفض تكاليف الإنتاج الإجمالية.

شارك المقال: