المظهر الجذّاب يمنحك وظيفة أفضل

يشكو إبراهيم (36 عاماً)، موظفٌ في قطاع البنوك، من عدم حصوله على ترقية أو زيادة في الأجر رغم جهوده الكبيرة في العمل، فيما يحصل زملاؤه وزميلاته على علاوات بجهد أقل، ولكنه لم يجد تفسيراً لهذا التناقض سوى فرق الجمال والجاذبية، فهو لا يجد وقتاً للاعتناء بمظهره الخارجي بسبب ضغط العمل.

ويبدو أن استنتاج إبراهيم يحمل قدراً من الصحة؛ فبحسب ورقة العمل التي أعدها هامرميش وتشانغ ونُشِرَت في يناير الماضي؛ فإنّ “علاوة الجمال” تُعطي صاحبها زيادة كبيرة في الأجور، حيث يحصل الجذابون على دخل سنوي أعلى بحوالي 2300 دولار من نظرائهم ذوي المظهر البسيط. 

وأكد هامرميش أنّ علاوة الجمال لها تأثير واضح لسببين رئيسين “أولاً، كون والدي أكثر جاذبية يجعلني أكثر جاذبية، وبالتالي أكسب المزيد من المال، لأن مظهري أفضل”. 

أما العامل الثاني هو “بما أنّ أداء والدي كان أفضل، وهذا يمنحني مكانة في المجتمع، أي مدارس أفضل، وتعليم أفضل، وما إلى ذلك”.

وفي هذا السياق، تقول رهام شاش (34 عاماً)، موظفة في أحد البنوك الخاصة، وحاصلة على إجازة  في العلوم السياسية لـ”بزنس برس” على ضوء مشاهداتها وتجربتها: “أرى أن عامل الجمال والأناقة يُسهّل على الإنسان طريقه المهني والعملي، ربما لأننا مبرمجون كبشر على مسامحة الجميل/ة أكثر والتغاضي عن أخطائه وتبريرها”. 

وتضيف شاش: “بسبب الثقة بالنفس يُطوّر الجذابون تواصلاً اجتماعياً أكثر قوة وسهولة يميزهم عن غيرهم، ما يجعل الإدارة تثق بهم أكثر، لكنها ليست النهاية، فيُمكن أن نكون جميلين بالابتسامة والأناقة والثقة بالنفس عبر تطوير مهاراتنا المهنية والاجتماعية”. 

وكانت دراسة سابقة بيّنت أن خريجي كلية الحقوق ذوي المظهر الجميل يُصبحون من المحامين ذوي الدخل العالي، ويحصل الأساتذة ذوو المظهر الأفضل على درجات أعلى في تقييمات التدريس، فيما تحقق شركات الدعاية التي تمتلك مديرين جذّابين إيرادات أعلى، وتكسب النادلات الجميلات 1200 دولار أكثر من نظيراتهن. 

ويعزو علماء النفس ذلك، إلى أن الأشخاص الجميلين يكونون أكثر ثقة ويُنظر إليهم على أنهم أكثر قدرة وكفاءة، ما يمكن ترجمته إلى أداء أفضل في العمل وترقيات أعلى. 

ويدعو الأطباء النفسيون إلى الاستفادة من هذه الدراسات وتوظيف نتائجها في الحياة العملية، بعيداً عن السلبية ولعب دور الضحية، ويؤكدون أنه لا يوجد شخص جميل أو قبيح بالمطلق؛ فلكل شخص جاذبيته الخاصة وجماله الفريد ونقاط قوته، التي يمكنه استثمارها بطريقة صحيحة تجعل حياته المهنية أكثر نجاحاً وازدهاراً. 

وختاماً، لا بدّ من التأكيد على أنّ الجمال وحسن المظهر لوحده لن يصنع نجاحاً مهنياً، إنما هو أحد الأدوات التي تُلقي الضوء على الإنجازات والجهود في عيون العملاء والرؤساء على حدّ سواء.

شارك المقال: