الرقمنة والتحول الأخضر.. كيف يبدو المستقبل؟

في العصر الحديث، يواجه العالم عدة تحديات، منها “التحول الرقمي” و”التحول الأخضر”، وقد يبدوان كقضيتين مختلفتين، ولكنهما تحديان مزدوجان، ولا يمكن لأي منهما أن ينجح من دون الآخر، فلكل منهما القدر نفسه من الأهمية لمستقبل الأجيال القادمة..

ويغير الابتكار الرقمي الطريقة التي نعمل ونعيش بها، والوعي البيئي المتزايد يدفعنا نحو مستقبل أكثر خضرة واستدامة، حيث اقترحت المفوضية الأوروبية خطة عمل للصفقة الخضراء لدعم هدفها المتمثل في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.. فهل يمكننا فعل ذلك؟

يمكننا إجراء عدد من التغييرات في حياتنا الرقمية لتقليل تأثيرنا البيئي؛ في قطاع الطاقة، يمكن لأجهزة الاستشعار الجديدة وبيانات الأقمار الصناعية وتقنية blockchain أن تساعد في تعزيز أمن الطاقة، من خلال تحسين التنبؤ بإنتاج الطاقة والطلب عليها، ومنع الاضطرابات المرتبطة بالطقس.

في قطاع النقل، ستمكّن البطاريات والتقنيات الرقمية الجديدة من التقدم نحو الاستدامة بمزايا عديدة، مثل تقليل الانبعاثات الضارة وتحسين كفاءة الطاقة وتقليل الضوضاء وتطوير التكنولوجيا.

عبر قطاعات الصناعة، يمكن للتوائم الرقمية – النظير الافتراضي لجسم مادي، استخدام البيانات في الوقت الحقيقي والتعلم الآلي -الذي يساعد في تحسين التصميم والتصنيع والصيانة، فتزيد الإيرادات وتنخفض تكاليف الإنتاج.

وفي قطاع البناء، يمكن أن تؤدي نمذجة معلومات البناء BIM إلى تحسين كفاءة استخدام الطاقة والمياه، والتأثير على خيارات التصميم واستخدام المباني.

في الزراعة، يمكن للحوسبة بالاشتراك مع المعلوماتية الحيوية، تحسين فهم العمليات البيولوجية والكيميائية اللازمة لتقليل استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة.

في العمليات التجارية، يمكن إنشاء جوازات سفر للمنتجات الرقمية وتقليل المواد وإعادة تدويرها.. إذا تحولت الشركات باستمرار إلى مكاتب خالية من الورق، فإنها ستوفر في استهلاك الطابعات ومسحوق الحبر وفي النهاية ستوفر التكاليف، ما يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة.

وفي قطاع الهواتف الذكية، يمكننا إطالة عمر البطارية لمدة عام واحد فقط، ما من شأنه أن يوفر 2.1 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بحلول عام 2030، وكذلك الانتقال من شبكات 4G لـ 5G يمكن تقليل استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 90%.

بيئياً، يمكن للحلول الرقمية أن تساعد في التخفيف من عواقب تغير المناخ، من خلال محاكاة تدفقات المياه والبحث في تدابير مختلفة لمنع الفيضانات.

وعليه، فإن تشجيع العمل من المنزل، وعقد مؤتمرات الفيديو بدلاً من السفر لحضور الاجتماعات، قد يساعد في تقليل الحاجة إلى سفر الأعمال، وبالتالي تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة؛ فالتحول إلى مجتمع محايد مناخياً ومستدام لن يكون ممكناً دون التحول الرقمي، ولكننا لا نزال بحاجة للنظر في الأثر البيئي لصناعة تكنولوجيا المعلومات.

شارك المقال: