عربة “العرانيس”.. بزنس كسب العيش (فيديو)
في إحدى زوايا السوق المركزي وسط مدينة القامشلي، شمال شرق سوريا، ثمة عربة خشبية صغيرة، أسس من خلالها الشاب يوسف عبد الله مشروعه لبيع الفول والذرة الصفراء الموسمية، آملاً أن يؤمن له مصدر دخل يومي.
الشغف بهذا “البزنس” راوده منذ عودته للبلاد، بعد نزوح 12 عاماً في لبنان، حيث اختار الفول النابت بداية للانطلاق، لاسيما أنه بدأ خلال الشتاء، حيث يعتاد السوريون أكل الفول الساخن والترمس من العربات والأسواق الشعبية.
وبعد أن جذب عبد الله انتباه المارة بتطوير مشروعه الصغير على مواقع التواصل الاجتماعي، منتقلاً إلى بيع الذرة الصفراء خلال الصيف، وضع اسم “عرانيس ابن البلد” على عربته ذات العجلات الثلاثة، وزيّنها بالفواكه وعبارات ترفيهية مثل “إذا دقت علقت”، للترويج.
ويشير عبد الله، لـ”بزنس برس”، إلى أنه لا يزال يحرص على تقديم الفول للزبائن كل يوم خميس، لكثرة الطلب عليه.
ويقول يوسف عبد الله (28 عاماً): “أبتكر طرقاً حديثة كل يوم، وأتقنت الطريقة اللبنانية لبيع الذرة المسلوقة، بإضافة توابل خاصة من الكمون والسماق والملح، إلى جانب الجبنة والجزر والليمون والرمان.. إلخ”.
وينوه أنه يواجه بعض الصعوبات، تتعلق بجرّ العربة الثقيلة من مكان سكنه الذي يقع على بُعد نصف ساعة عن السوق، إضافة إلى شحّ وقود “الكاز” وارتفاع أسعاره، حيث يستعمله بدلاً عن الغاز للسلق، فضلاً عن مضايقات بلدية المدينة بين الفينة والأخرى.
ويضيف عبد الله أنه “رغم بعض العقبات، لكنه يجد في عربته ملاذاً للهرب من شبح البطالة، ويستغل مكاسبه من العربة في توفير احتياجاته الشخصية ومساعدة أسرته المكونة من 7 أشخاص”.
ويعاني السوريون من ضائقة اقتصادية، في ظل انهيار الليرة السورية وانخفاض قيمتها إلى مستويات غير مسبوقة، حيث أصبح الدولار الأمريكي يعادل 15000 ليرة، وسط ارتفاع الحد الأدنى لتكلفة المعيشة، إثر التضخم وغياب مقومات الإنتاج.