“بزنس الصبر”.. قصة صياد يمني “شجاع”

بينما تشهد أسعار القوارب وتكاليف الصيد ارتفاعاً، وسط انهيار معيشي واقتصادي في اليمن، يقف ياسين ناجي عوض الرُبيدي، الصياد الستيني من فقم بمديرية البريقة في عدن، كمثال حي للصيادين الذين يعتمدون على الصيد التقليدي باليد.

يستمر ياسين في استخدام الأدوات التقليدية للصيد، مثل الشباك والصنارة، معتمداً على خبرته الواسعة ومعرفته بالأماكن المثلى للصيد لتحقيق محاصيل جيدة.

يخرج في رحلات صيد يومية، مع شباكه الصغيرة وقوة يديه للقبض على الأسماك. 

وهذا النوع من الصيد التقليدي باليد تقليدي ومستدام، ولا يتسبب في تلوث البيئة أو استنزاف موارد الأسماك.

ويعد الرُبيدي من أبرز وأمهر الصيادين والغواصين، ولكنه يواجه التحديات ويتحمل الصعاب، ويدرك أن البحر يكتنز في أعماقه أسراراً لا تُكشف إلا للشجعان.

هكذا، يستعد ياسين لخوض تحد جديد، منغمساً في مياه البحر الشفافة بسرعة ويبدأ رحلة الغوص المثيرة.

وبينما يتجول الرُبيدي في عمق البحر، يتحرك بحذر مع خبرته وتقنياته المتقنة لاصطياد أسماك “العربي”، هذه الكائنات البحرية التي تعيش في أعماق البحر وتتحدى الظروف القاسية للبقاء على قيد الحياة.

يقول الرُبيدي لموقع “بزنس برس”، إنه يسبح في المياه العميقة للوصول إلى مناطق تواجد الأسماك، ثم يستخدم الشباك لالتقاطها، فبيعها في حراج الأسماك ليتقاضى يومياً قرابة 20 ألف ريال يمني (نحو 12 دولاراً).

ويضيف: “فن الصيد التقليدي هو ممارسة قديمة ومتوارثة لأجدادنا في المنطقة، الذين كانوا يصيدون الأسماك والكائنات البحرية بتقنيات وأدوات تقليدية وبسيطة.. ويعتمد هذا النوع من الصيد على المهارات الشخصية والخبرة العملية التي يكتسبها الصيادون عبر الأجيال”.

ويوضح أن “فن الصيد التقليدي يتميز بتكامله مع الطبيعة واحترامه لتوازن النظام البيئي، حيث يلجأ الصيادون للملاحظة الدقيقة لطبيعة المحمية المائية وسلوك الأسماك، ما يساعدهم على اختيار الوقت والمكان المناسبين للصيد، فيما يتم تحديد أنواع الأسماك المستهدفة وتطبيق تقنيات خاصة لضمان الحصول على صيد جيد”.

تجدر الإشارة إلى أن ياسين ليس الوحيد الذي يمارس الصيد التقليدي باليد في المنطقة، بل هناك العديد من الصيادين الذين يعتمدون على هذه الطريقة التقليدية في صيد الأسماك، ويرون فيها وسيلة للعيش والاستمرار في ممارسة مهنتهم.

ويوجه الرُبيدي مناشدات للسلطة المحلية ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية في اليمن، المهتمين بدعم المشاريع بدعمه بقارب صيد بعد أن كبر سنه ليواصل إعالة أسرته بجهد أقل.