“بزنس المستعمل” يلقى رواجاً بين السوريين
تشهد أسواق سوريا ازدهاراً لسوق السلع المستعملة؛ بعد أزمة اقتصادية ضاغطة تعاني منها المنطقة والعالم، لينصبّ الاهتمام على شراء الأدوات المنزلية القديمة والسلع ذات الصلة بأسعار منخفضة عبر “سوق المستعمل”.
وتتطور هذه التجارة وتلقى رواجاً من خلال أسواق تقليدية أو الكترونية في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يجد المشتركون فرصة لبيع أو شراء البضائع المستعملة، ما يلبي حاجة البائع والمشتري.
ومع استمرار التضخم والضغوطات الاقتصادية؛ تبحث عائلات سورية من شرائح مختلفة لتلبية احتياجاتها من المستعمل الجيد، لاسيما أن بعض تلك الأدوات تنتمي لماركات عالمية، يفضلها المستهلكون على الإنتاج المحلي.
مسعود عمر، تاجر في مدينة القامشلي، شمال شرق سوريا، يقول لـ”بزنس برس”، إن الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها العالم أنعشت تجارة الأدوات المستعملة، إذ يلقى نشاطاً ملحوظا في هذا القطاع.
ويوضح عمر أن هذه التجارة لم تعد تقتصر على بيع الثياب المستعملة فقط، بل يوفر السوق سيارات وموبايلات وأدوات كهربائية وأثاثاً وغيرها من الاحتياجات بأسعار أقل من البضائع الجديدة.
ويضيف عمر : “معرضي يوفر أدوات كهربائية، مثل البرادات والتلفزيونات والأفران والمكيفات والمراوح وأدوات المطبخ، بالإضافة إلى الأثاث المنزلي من غرف نوم وسجاد وغيرها، وتلبي التجارة احتياجات الأهالي وتدعم شريحة معينة من المجتمع، كالشباب ذوي الدخل المحدود الذين يقبلون على الزواج، وسط الأوضاع الاقتصادية المتردية”.
وعن العوامل التي أدت لازدهار وتطور سوق المستعمل، يرى عمر أنه “إلى جانب الأوضاع الاقتصادية، فإن شبكة الإنترنت تلعب دوراً هو الأكثر أهمية في هذا البزنس، إذ يمكن للمستخدمين من تجار وعملاء شراء أو بيع أي شي من بضائعهم المستعملة من خلال أسواق إلكترونية تلقى رواجاً”.
ووفقاً للباحث الاقتصادي عبد القادر نجار، وهو أستاذ محاضر في جامعة ليستر ببريطانيا، فإنه “في ظل التدهور الاقتصادي الحالي في سوريا، يواجه المواطنون تحديات مالية كبيرة تدفعهم إلى تفضيل شراء السلع المستعملة بدلاً عن الجديدة”.
ويضيف نجار لـ”بزنس برس”: “يعد التضخم المرتفع وانخفاض قيمة العملة المحلية، من العوامل الأساسية التي أثرت بشكل مباشر على القدرة الشرائية للأفراد”.
ويختم عبد القادر نجار حديثه بالقول: “تقلصت الدخول الحقيقية بسبب ارتفاع السلع الأساسية وتكاليف المعيشة، ما جعل القدرة على شراء السلع المستعملة بديلاً اقتصادياً أكثر معقولية، حيث يمكن الحصول على منتجات بجودة مقبولة وأسعار منخفضة نسبياً”.