هل يؤثر معجون الأسنان على الطفل أثناء حمل الأم؟
تشعر ماريانا، (29 عاماً)، بالقلق الشديد على حملها الأول، بعد أن أخبرَتها جارتها بما قرأته على وسائل التواصل الاجتماعي؛ أن استخدامها لمعجون الأسنان وشربها لمياه الصنبور قد يصيب الجنين بمشاكل عصبية بسبب مادة الفلورايد.. فما مدى صحة هذا الكلام؟
وعلى الرغم من استخدام الفلوريد في جميع أنحاء العالم، إلا أن تسوس الأسنان لا يزال منتشراً، وتشير التقديرات العالمية إلى أنه يصيب نصف الأطفال.
وفي هذا السياق، أشارت دراسة نشرت في 10 مايو 2024 في مجلة JAMA Network Open إلى أن المستويات العالية من الفلورايد المستهلكة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل ارتبطت بزيادة خطر حدوث مشاكل سلوكية لدى الأطفال في عمر 3 سنوات.
وتعد أول دراسة تدرس الروابط بين التعرض للفلورايد قبل الولادة ونمو الطفل، حيث غالباً ما يتم إضافة الفلورايد إلى إمدادات المياه لمنع تسوس الأسنان.
لكن الدكتورة باتريشيا براون، أستاذة طب الأطفال في كلية الطب بجامعة كولورادو علّقَت على النتائج “لا يوجد شيء في هذه الدراسة يخيفني أو يجعلني أوصي بأن تتوقف النساء الحوامل عن شرب مياه الصنبور”.
وبالحديث عن أضرار معجون الفلورايد على الأطفال، اختبر باحثون في كندا وألمانيا جرعات معجون الأسنان بالفلورايد التي أعطاها الآباء للأطفال حتى عمر عامين، في دراسة نُشرت في 31 يناير الماضي في مجلة BDJ Open.
وأشارت النتائج إلى أن العديد من الآباء يعطون أطفالهم كمية زائدة من معجون الأسنان، وقد يبتلع الأطفال الصغار 64-100% منه، لذا يوصى باستخدام بدائل خالية من الفلورايد.
ولعلّ أهم أسباب استخدام كميات زائدة من المعجون هي الإعلانات التلفزيونية، حيث تصور معظمها دوامة كبيرة من المعجون تغطي رأس الفرشاة بالكامل، وهو ما يتجاوز الجرعة الموصى بها بكثير.
ولأن الفلورايد قد يسبب سمية مزمنة وغيرها من الآثار الضارة طويلة المدى، حدد الأطباء جرعة الفلورايد للأطفال الصغار بمسحة صغيرة أو بحجم حبة أرز واحدة (حتى عمر 24 شهراً) أو حبة البازلاء (للأطفال دون سن السادسة).
وختاماً، يوصي الأطباء المرأة الحامل بإجراء زيارات دورية إلى العيادة النسائية خلال الحمل، وعدم تناول أي دواء بدون استشارة طبية حتى لو كان مكملاً غذائياً، حفاظاً على صحة الجنين، والامتناع عن أخذ أي نصائح من غير العاملين في الرعاية الصحية أو مواقع التواصل الاجتماعي.