“الخرسانة”.. مفيدة ولكنها مضرة بالبيئة
الخرسانة أهم مادة بناء في العالم، حيث توفر الأساس للمدن الحديثة؛ من الأسطح والشوارع والجسور والجدران، ولكن لها مخاطر على البيئة.
اعتاد معظم الناس أن يكونوا محاطين بالخرسانة، لدرجة أننا لا نلاحظ حتى انتشارها في كل مكان، ولا ندرك الضرر البيئي الذي أحدثته هذه الأداة على كوكبنا.
تتمتع مواد البناء ببصمة كربونية ثقيلة وتمثل تحدياً ملموساً للمناخ.. ووفقاً لتقرير الأمم المتحدة عام 2020، فإن حوالي 40% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة تأتي من صناعة البناء والتشييد.
وعلى مدى السنوات الماضية، ضاعفت شركات تصنيع الأسمنت انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون، والذي ساهم في ظاهرة الانحباس الحراري العالمي.
وتؤكد وكالة الطاقة الدولية أن قطاع الأسمنت هو ثالث أكبر مستهلك للطاقة وثاني أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتعد الخرسانة ثاني أكثر المواد استخداماً على وجه الأرض بعد الماء.
وتتطلب صناعة الأسمنت استخدام كميات كبيرة من المياه، خاصة في عملية التبريد، وقدرت دراسات أن صناعة الخرسانة كانت مسؤولة عن 9% من إجمالي سحب المياه من الصناعة.
ويتم استخدام ما يقرب من 16.6 كيلومتر مربع من المياه سنوياً لإنتاج الخرسانة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم مع استمرار ارتفاع الطلب على الخرسانة، ما يمثل إجهاداً مائياً على بعض المناطق الجغرافية.
كما تعمل أطنان الخرسانة، التي تغطي الأرصفة أو المباني إلى فقدان التنوع البيولوجي بشكل كبير، حيث وجدت الحيوانات والنباتات والفطريات نفسها وأنظمتها البيئية تحت وطأة الخرسانة، فلا تستطيع الكثير من الأنواع التكيف مع البيئة الحضرية، ما يترك الكثير منها بدون أماكن للتزاوج أو مصادر للغذاء أو منازل.
ويعد تعرض أنواع النحل للخطر مثالاً رئيساً على ذلك، إذ أدى فقدان موائل الخلايا والزهور المنتجة لحبوب اللقاح إلى انخفاض أعداد النحل.
ورغم مخاطر الخرسانة على البيئة، لكن يصعب التخلص منها، لفوائدها العديدة، وبالإمكان تحقيق “صافي صفر” في قطاع البناء بحلول 2050، عبر استراتيجيات الحد من الكربون والبناء المستدام.