جدول عملك يضر بصحتك بعد عقود

يعاني كمال، (39 عاماً)، من الصداع والتعب العام جسدياً ونفسياً وزيادة عدد مرات التبول، جراء ساعات عمله الطويلة والمتقلبة؛ ليلية تارةً ونهارية تارةً أخرى..

نصحه أحد الأصدقاء بعدم تناول الطعام في الليل خلال مناوباته، لكنه يخشى أن يُفاقم الجوع تعبه.. فماذا يفعل؟ 

بسبب التطور التكنولوجي واقتصاد الوظائف المؤقتة -خاصة بعد الوباء- يتزايد أعداد الأشخاص الذين يعملون بجداول زمنية غير قياسية (طويلة أو متقلبة) مقارنة بالعقود الماضية.

وفي هذا السياق، أظهرت دراسات متعددة تأثيرات ساعات العمل غير المنتظمة على الصحة العامة والحياة الاجتماعية، إلا أن الجديد في الورقة التي نُشرت في 3 أبريل الماضي بـمجلة PLOS ONE، أنها درسَت طريقة تأثير أنماط العمل على الصحة طوال مرحلة البلوغ بدلاً من نقطة زمنية واحدة.

وبعد دراسة بيانات أكثر من 7300 مشارك، تبين أن جداول العمل المتقلبة بين سن 22 و49 عاماً، ارتبطت بتدهور الحالة الصحية وزيادة الإبلاغ عن الاكتئاب بشكل واضح. 

وكان حجم التأثير يعادل الحصول على تعليم أقل من مستوى المدرسة الثانوية فقط.

ومن المثير للدهشة أن تأثيرات جداول العمل المتقلبة كانت أسوأ من تلك الناتجة عن البطالة، بحسب الدراسة.

وعليه يقول مؤلف الدراسة، الدكتور وين جوي هان: “قد يتمتع الأشخاص ذوو الوضع الاجتماعي والاقتصادي العالي بمرونة العمل من أي مكان وفي أي وقت، في حين قد لا يكون لدى العمال العاديين. وأجرينا هذه الدراسة بدافع القلق بشأن أجور هؤلاء العمال ومزاياهم”.

فيما يقول كريستيان بينديكت أستاذ علم الصيدلة بجامعة أوبسالا في السويد، في نقده للدراسة: “لكن لم تفحص الدراسة دورات النوم والاستيقاظ الطبيعية للناس، ومن المهم أن ندرك أن العمل في نوبات متأخرة من الليل قد يكون ملائماً لمن اعتادوا السهر لوقت متأخر في الأحوال الطبيعية، مقارنةً بأولئك الذين يفضلون الاستيقاظ مبكراً”.

وبالعودة إلى النصيحة التي تلقاها كمال، قام الباحثون في دراسةٍ سابقة بمحاكاة العمل الليلي وإجراء اختبارات لسكر الدم وعلاقته بتوقيت تناول الطعام، ليجدوا أن تناول الطعام ليلاً أخلّ بإيقاعات الساعة البيولوجية واضطراب تحمل الجلوكوز (حالة ما قبل السكري)؛ وتعتبر زيادة عدد مرات التبول -التي أشار إليها كمال- أحد أعراضها، في حين أن اقتصار وجبات الطعام على النهار حال دون ذلك.

وختاماً، يوصي الأطباء بمحاولة تحسين ظروف نومك قدر الإمكان، مثل النوم في غرفة مظلمة وباردة ومطالبة أفراد الأسرة باحترام وقت النوم، والامتناع عن تناول المنبهات قبل النوم، والاستحمام بشكل يومي، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات الروتينية في موعدها، وإبلاغ الطبيب عن أيّ عارض صحي طارئ. 

شارك المقال: