ما لا نعرفه عن “الصندوق الأسود” للطائرة
في الوقت الذي ينشغل فيه العالم، حالياً، بمعرفة تداعيات وأسباب وأسرار حادثة تحطم طائرة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، تُثار تساؤلات بشأن معرفة “الصندوق الأسود” في الطائرات، والذي يُعد مسجل معلومات الطائرة أو بيانات الرحلة، ودوره ووظائفه وأهميته، وأبرز الحقائق عنه..
بدايةً، هناك صندوقان في كل طائرة، وليس صندوق واحد.. وفي أعقاب أي حادث تحطم طائرة، فإن إحدى الأولويات القصوى هي استعادتهما للمساعدة في توضيح أسباب الحادث وطرق الوقاية.
وتتمثل وظيفة الصندوق الأسود الأول في حفظ البيانات الرقمية والقيم الفيزيائية، مثل الوقت والسرعة والاتجاه، فيما يسجل الصندوق الأسود الثاني أصوات الحوارات والمشاحنات وطلب النجدة.. إلخ.
ورغم اسمه، إلا أن الصندوق الأسود عادةً ما يكون لونه برتقالياً أو أصفر، حيث يعود أول استخدام له إلى عام 1947، إلا أنه بعد عام 1958 أصبح وجوده على متن الطائرة إلزامياً، وفقاً لقوانين الطيران الدولية، ويُقال إن اسمه “أسود” لارتباطه بالكوارث.
ويبلغ الوزن المتوسط للصندوقين الأسودين، اللذين يقعان في مؤخرة الطائرة، نحو 10 كغ لكل صندوق، حيث يتم فيهما تسجيل آخر ساعتين من المحادثات في قمرة القيادة، بالإضافة إلى البيانات من آخر 25 ساعة للطائرة.
والصندوق الأسود صُمم ليكون قوياً مثل الغرانيت، حتى عند درجة حرارة 1100 درجة مئوية، فيما يمكن تحديد موقعه بعد وقوع حادث طيران – حتى بعد وقوع انفجار أو إذا كانت الطائرة تحت الماء، أي أنه لا يُقدر بثمن في تحقيقات الحوادث ومطالبات الإصابة الشخصية اللاحقة.
ويُحفظ الصندوق الأسود في قوالب قوية، قد تكون مصنوعة من التيتانيوم، مع مادة عازلة تحيطها لتتحمل صدمات تبلغ قوتها أضعاف قوة الجاذبية الأرضية.
ويعود اختراع الصندوق الأسود إلى العالم الأسترالي ديفيد وارن، الذي توفي والده في حادث تحطم طائرة عام 1934، ما شجعه ذلك على دراسة علوم الإلكترونيات في جامعة سيدني، ليحصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء ووقود الطائرات، ويُحدث، بالتالي، ثورة في مجال سلامة الطيران.