مهندس يمني يحول أزمة السكن إلى فرص اقتصادية

مع تفاقم أزمة السكن، برزت جهود مهندس يمني في تحويل هذه الأزمة إلى فرص تنتظر مَن يغتنمها..

في قصة ملهمة عن الإبداع والمبادرة، يسعى مشروع تخرج لـ”د. العزب” إلى تحويل أزمة السكن في بلاده إلى مشروع استثماري رائد.

وفي ظل نقص المساكن المتزايد والأسعار الصاروخية للوحدات السكنية التي بلغت حدود من 45 ألف دولار إلى 120 ألف دولار، تمكن أستاذ علم التكنولوجيا المشارك، تخصص مواد بناء – من صناعة مواد بناء على أساس التربة في اليمن.

المهندس الدكتور ثابت العزب، يعمل بشكل عملي في مشروع تخرجه في روسيا، لإحياء فكرة البناء بالطوب الطيني، ولكن مع طريقة جديدة ومبتكرة في المنطقة العربية.

وطور طريقة مبتكرة لصنع “الطوب الرملي الجيري”، بإضافة حوالي 40% من الطين إلى الرمل والنورة، ما أدى إلى زيادة تحمل الطوبة للكسر ثلاثة أضعاف.

نموذج البلوك الجيري لمشروع العزب – خاص

وجلب العزب مواد محلية المنشأ من جامعته في روسيا الاتحادية، ليجري تجارب علمية في استخدام التربة والرمل، من أجل صناعة الطوب رخيص الكلفة.

في حديثه إلى موقع “بزنس برس”، يكشف العزب أن “مواد الطين الرملي الجيري متوفرة بكثرة في جميع أنحاء اليمن، خاصة في منطقة الرجاع بلحج، حيث تبلغ مساحتها 40 كيلومتراً مربعاً، ما يجعل كلفة بناء البنايات أقل بنسبة 40% من البنايات الخرسانية و30% من البنايات الحجرية”.

ويوضح العزب أن “الطوب الرملي الجيري يتميز بخفة وزنه ومتانته، وكذلك مقاساته المختلفة، بما في ذلك الصم والمجوف وغيرها، كما أنه سهل الاستخدام، حيث يمكن استخدامه مباشرة بعد الإنتاج”.

ويتمتع الطوب الرملي الجيري بأوجه ملساء عادية بيضاء وملونة حسب اللون المختار، ما يعطي منظراً جميلاً.

كما يتميز بالشكل المنتظم ودقة الأبعاد، وحوافه المستقيمة وأسطحه المستوية وزواياه القائمة، الأمر الذي يجعل منه سهل البناء بأشكال وأنواع مختلفة.

ومن أبرز مميزات الطوب الرملي الجيري انخفاض تكاليف البناء، نظراً لعدم الحاجة إلى أعمدة مسلحة، حيث تعمل الجدران كحاملات. كما أنه رخيص التكلفة، لأن الجدران لا تحتاج إلى لياسة.

نماذج للطوب الرملي الجيري في اليمن – خاص

ويتميز الطوب الرملي الجيري أيضاً بقوة تحمله العالية، ما يجعله مناسباً للاستخدام كجدران حاملة داخلية وخارجية بدون أعمدة خرسانية.

ويبلغ قوة ضغط الطوب 25 نيوتن/مم2، أي أن جداراً بسماكة 9 سم يكفي لحمل عقدة ببحر 6 أمتار.

وتزداد قوة الطوب مع مرور الزمن، بسبب تفاعله مع ثاني أكسيد الكربون في الجو، ليجعله يشبه الحجر الطبيعي.

هذا فضلاً عن لونه الطبيعي الجميل والتلوين المطلوب، وسطحه الناعم الذي يعكس الحرارة في فصل الصيف وينشر الإضاءة والنور في الداخل.

كما أنه عازل جيد للصوت والحرارة، ليوفر في تكاليف التبريد ويمنع الضجيج، لا يحتاج إلى لياسة أو دهان، ويستخدم داخليا وخارجيا دون حاجة إلى صيانة سنوية، مما يخفض من الكلفة ويجعل منه مادة رخيصة التكاليف. 

ويتميز بإمكانية التشكيل حسب الطلب، كما أنه عازل للحرارة ويتحمل الحرارة أكثر من غيره من المواد المصنعة، ولا يتأثر من البرودة أو الثلوج ويتحمل التثلج بشكل جيد.

مشروع إعادة الطوب الرملي سيعزز التوجه العالمي صوب الاستدامة من خلال استخدام مواد البناء المحلية، والتي تعد المرتكز الأقوى لتسهم العمارة في التنمية المستدامة.

وهذا المشروع سيدعم استدامة بيئة الدراسة، ويوفّر مواد بناء رخيصة وبيئية لإعادة الإعمار في اليمن، بقيمة 50 ريالاً يمنياً للطوبة الواحدة (نحو 0.03 دولار).

يُذكر أن الطوب الطيني استخدم في قصور حضارة مصر واليمن الملكية والحصون وجدران حرم المعابد والمدن والمباني الفرعية في المعابد والمجمعات.

شارك المقال: