“المرونة”.. نصيحة طلاب ماجستير إدارة الأعمال الإماراتيين للرواد
في الشهر الماضي، عقدنا جلسةً جانبية حول مبدأ “المرونة في ريادة الأعمال”، خلال فصل “الابتكار وريادة الأعمال”، الذي أدرّسه ضمن برنامج ماجستير إدارة الأعمال MBA في كلية أبوظبي للإدارة.
جميع طلاب ماجستير إدارة الأعمال إماراتيون محترفون ولديهم خبرة عملية وتجربة حياة رائعة، باستثناء طالب كندي محظوظ بوجوده هنا.
حقيقةً، أذهلتني العروض التقديمية التي قدمتها كل مجموعة على حدة، لدرجة أنني كنت مشغولة فقط بإيماءة رأسي وكتابة الملاحظات والتفكير في نصائحهم والآثار المترتبة على تدريسها في المستقبل.
عموما، مبدأ “المرونة في ريادة الأعمال” – الذي يندرج تحت فصل “الابتكار وريادة الأعمال” – يثير قلق العديد من الباحثين وصانعي السياسات حول العالم.
وتضمن كتابنا الصادر عام 2013 عن “ريادة الأعمال الإماراتية” بيانات أظهرت أن دولة الإمارات لديها أعلى “معدلات الخوف من الفشل”، وذلك في قائمة الدول التي شملتها الدراسة في العام الذي تم فيه جمع البيانات.
وعندما سألت طلابي، الذين حصل العديد منهم على درجة الماجستير في إدارة الأعمال بسبب طموحاتهم في مجال ريادة الأعمال – عما إذا كان هذا القلق لا يزال يسيطر على المزاج العام، أجابوا بـ”نعم”. لا تزال هذه مشكلة!
كان الأمر مجرد روايات، ولكن بعد أقل من ستة أسابيع من عودتي إلى البلاد، كان هذا هو الدليل القاطع الذي حصلت عليه.
ألقيت محاضرة عن مبدأ “المرونة في ريادة الأعمال”، وشاهدنا مقطع فيديو له صلة بالعزيمة عبر موقع “Ted” الذي قدمته مشاركة تدعى أنجيلا لي داكويرث.
و”Ted” منظمة إعلامية أمريكية كندية غير ربحية تنشر محادثات دولية مجانية عبر الإنترنت تحت شعار “أفكار تستحق النشر”.
وعقب الانتهاء من مشاهدة الفيديو، أجريت وطلابي – المنقسمين لمجموعتين – نقاشاً حيوياً حول “كيفية بناء عزيمتنا الشخصية أو مثابرتنا” كرجال وسيدات أعمال في المستقبل، حيث كانت النصائح متنوعة واتسمت بروح المشاركة.
قدمت مجموعتي – التي يقودها اثنان من السادة المتميزين – رؤيةً جعلتني بالتأكيد أتوقف للحظة طويلة جداً.. ولأكون صادقة، ما زلت أفكر في الأمر.
لقد شبّه الطلاب المثابرة الحقيقية بـ”الدخول في المرحلة الملكية من الحياة”، وهو نضج يستشرف المستقبل ويلبي احتياجات الواقع.
هذا رائع.. إنها نظرية ثاقبة للغاية، إماراتية للغاية.. لقد أحببتها.
تحدث الطلاب أيضاً عن قبول الذات والمرونة والبناء على هواياتك وشغفك، أي التعلم العميق بقيادة نماذج القدوة ضمن بيئة صحية.
نصحوا أيضاً بأن التغيير يجب أن يكون ثابتاً… ولكن عندما يتم حساب هدفك، سوف تسترشد بالضوء في نهاية النفق.. هذه هي المرحلة الملكية.
كان لدى كل مجموعة نصيحة يمكن تلخيصها في قائمة مكونة من خمسة بنود:
أولاً: اكتب أهدافك – الواضحة والقابلة للتحقيق – ثم ذكّر نفسك بها عند الصعوبات والتحديات. سيكون الأمر أفضل إذا كانت أهدافك موجهة للأسرة، ما سيحفزك أكثر من مجرد الإنجاز الشخصي.
ثانياً: أحط نفسك بالأشخاص “الشجعان” وابنِ علاقات مع الذين يشاركونك هدف تحسين الذات والإنجاز. ابحث عن مرشد يساعد في توجيهك السليم، فقد يكون أحد أفراد عائلتك، أو معلماً أو زميلاً تثق به.
ثالثاً: تقبل الفشل واعتبره تجربة تعليمية أو ممارسة للمستقبل.
رابعاً: احتفِ بـ”انتصاراتك”، مهما كان الفوز صغيراً إذا جاء بعد سلسلة طويلة من التحديات، أو مهما كانت المكافأة صغيرة.
خامساً وأخيراً: احتضن شغف التعلم والعيش، وكن متفتحاً على “الجديد”، وابقَ على اطلاع دائم بالمهارات والمعرفة.
لقد خرجت من هذا الفصل مع ملاحظاتي الخاصة التي احتفظت بها لنفسي لأسابيع.
التعلم من طلابي كان أفضل جزء من كوني أستاذاً، ونصائح طلابي، وخاصة “عقلية المرحلة الملكية”، ستدخل في فصولي المستقبلية.
يمكننا بناء المرونة في أنفسنا وتوجيه من حولنا ليصبحوا أكثر قدرة على التكيف واستعداداً لمستقبل زاخر بالتقنيات الجديدة، التي تغير أماكن عملنا وحتى بنية المجتمع.
ولدى عودتي لدولة الإمارات بعد قضائي خمس سنوات في الصين، تلمست تطورات هائلة في الخدمات الحكومية الرقمية ووتيرة الحياة التي تبدو أسرع مما أتذكر.
ومع ذلك، هناك الكثير من الفرص الرائعة في النظام البيئي الداعم، والعديد من اللآلئ التي يمكن العثور عليها.
نحتاج فقط إلى استكشاف عقلية المرحلة الملكية لدينا، واتباع نصيحة طلابي الحكيمة. وبذلك، يمكننا بناء عزمنا وصمودنا أو مرونتنا.