كيف تغير الاقتصاد؟ الرابحون والخاسرون بعد الجائحة

بعد مرور خمس سنوات على جائحة كورونا، شهد الاقتصاد العالمي تحولات جذرية، حيث تفاوتت آثار الجائحة بين القطاعات المختلفة.

ففي حين تكبدت بعض الشركات والصناعات خسائر كبيرة وواجهت تحديات للبقاء، نجحت أخرى في استغلال الفرص الناشئة لتحقيق نمو وازدهار غير مسبوقين…

في هذا المقال، يستعرض موقع “بزنس برس” الفروق بين الشركات الناجحة وتلك التي تعثرت خلال هذه الفترة، وإبراز الاستراتيجيات والابتكارات التي ميزت الناجحين، وأسباب تعثر الآخرين.

منصات الاتصال عبر الفيديو

مع بداية جائحة كورونا، كان من المتوقع أن يشهد سكايب نمواً كبيراً بصفته منصة رائدة في الاتصال عبر الفيديو، إلا أنه لم يتمكن من استغلال هذه الفرصة بشكل كامل بسبب الصعوبات في تجربة المستخدم وعدم التكيف السريع مع الزيادة الكبيرة في الطلب.

بالمقابل، أصبحت منصة زووم Zoom المستفيد الأكبر من الجائحة، حيث ارتفعت إيراداتها من أقل من 500 مليون دولار في عام 2019 إلى حوالي 4.5 مليار دولار في عام 2023. 

لبت Zoom احتياجات المستخدمين بفضل واجهتها البسيطة وسهولة الاستخدام وقدرتها على دعم اجتماعات افتراضية كبيرة، ما جعلها الخيار المفضل في التعليم والعمل والاجتماعات.

سوق المعقمات

شهد سوق معقمات اليدين ازدهاراً كبيراً خلال جائحة كورونا، حيث ارتفعت قيمته إلى 6.3 مليار دولار في عام 2020 بسبب الطلب المتزايد عليها.

هذا النمو نتج عن زيادة وعي الناس بأهمية النظافة للوقاية من الفيروس، إلا أن المبيعات تراجعت تدريجياً إلى 2.95 مليار دولار في 2022 مع انخفاض حالات الإصابة، واستقرت عند 3 مليارات دولار في 2023.

ولمواجهة هذا التراجع في المبيعات، استجابت الشركات بتطوير منتجات جديدة، مثل تركيبات محسنة تقدم حماية طويلة المدى ومعقمات معطرة، وكذلك باستهداف قطاعات سوقية جديدة.

هذه الاستراتيجيات تظهر كيف تتحدى الشركات الركود الذي يمكن أن يعقب فترات الطفرة في الأزمات، محاولة الحفاظ على نموها في بيئة تتغير باستمرار.

التسوق عبر الإنترنت

أدت جائحة كورونا إلى تغييرات جذرية في عادات التسوق، حيث تحول العديد من المستهلكين من التسوق التقليدي إلى التسوق عبر الإنترنت.

وكانت أمازون من بين الشركات الأكثر استفادة من هذا التحول، إذ شهدت زيادة ملحوظة في إيراداتها، حيث ارتفعت من 280.5 مليار دولار في عام 2019 إلى 574 مليار دولار في عام 2023.

يُعزى هذا النمو إلى زيادة الاعتماد على التسوق الإلكتروني كخيار أكثر أمانًا وراحة خلال فترة الجائحة، في حين واجهت المتاجر التقليدية صعوبات كبيرة نتيجة للقيود الصحية وعمليات الإغلاق المتكررة.

السياحة والسفر

تكبد قطاع السياحة والضيافة، بما في ذلك الطيران، خسائر جسيمة نتيجة جائحة كورونا.

وأدت القيود المفروضة على السفر وإجراءات الإغلاق الصارمة إلى انخفاض حاد في أعداد المسافرين والسياح، ما أدى إلى انخفاض كبير في الإيرادات.

واجهت شركات الطيران تراجعاً غير مسبوق في حركة الطيران العالمية، حيث قُدرت الخسائر بمئات المليارات من الدولارات بسبب إلغاء آلاف الرحلات وتعليق العديد من المسارات.

وبالمثل، تأثرت الفنادق بشدة بسبب انخفاض معدلات الإشغال، ما أثر سلباً على أرباحها واستدامتها المالية.

هذا الانكماش في قطاعي السياحة والسفر أثر بشكل كبير على الاقتصادات المعتمدة بشكل كبير على هذه القطاعات، وما زالت هذه القطاعات تواجه تحديات كبيرة قبل أن تتمكن من التعافي والعودة إلى مستويات ما قبل الجائحة.

شارك المقال: