شراكة حضارية بين “أبوظبي للثقافة والفنون” ومدينة سيول

الثقافة من أبرز وسائل التواصل بين الشعوب والحضارات، وتعود بالنفع على المجتمع، الذي تشكّل الثقافة قوته الناعمة، سواء كانت تلك الثقافة بالمعارف أو بالفنون أو بالآداب أو بالعلوم بكل تفاصيلها.

وبحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش في دولة الإمارات، تجسدت الثقافة والفنون أكثر من خلال توقيع مذكرة تفاهم بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وسيول؛ عاصمة كوريا الجنوبية.

وقّع المذكرة كلٌّ من هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وعمدة مدينة سيول أوه سيه هون، وذلك في قصر الإمارات بأبوظبي، يوم الأربعاء 8 مايو.

وتهدف مذكرة التفاهم بين الطرفين، وفقاً لبيان صحفي وصل موقع “بزنس برس”، إلى “تعزيز التعاون مع جمهورية كوريا، وتعميق أواصر الصداقة والشراكة الممتدة مع المجموعة ومهرجان أبوظبي لأكثر من 15 عاماً، وتعزيز الروابط الثقافية القائمة واستكشاف آفاق جديدة للتبادل الثقافي، وتبحث اللقاءات الثنائية فرص التعاون المحتملة لترسيخ علاقات التفاهم والتقدير المتبادل، بما يمهّد الطريق نحو بناء جسور التواصل بين مختلف المجتمعات”.

وقالت هدى إبراهيم الخميس: “تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات ثنائية طويلة وغنية مع جمهورية كوريا، في مجالات التعاون الكثيرة بين دولتينا في قطاعات الطاقة، والتجارة، والنقل، والصحة، والتكنولوجيا، والتعليم، وبالطبع الثقافة”.

وأضافت: “قدّمنا روائع الثقافة الكورية ضمن مهرجان أبوظبي منذ عام 2008، وكانت كوريا الدولة ضيفة الشرف لمهرجان 2019، مع العرض الأول للأوركسترا السيمفونية الكورية في العالم العربي، وعروض فرقة الباليه الوطني الكورية، بدعم كريم من شركة جي إس إنيرجي، وفرقة الأولمبياد الخاص الكورية مع السوبرانو الشهيرة والفنانة الحائزة على جائزة جرامي سومي جو، وعازفة الكمان الموهوبة سارة تشانغ، من بين آخرين كثيرين”.

وتابعت الخميس: “كما قدّمنا هذا العام جائزة مهرجان أبوظبي المرموقة للمنتجة الحائزة على جائزة الأوسكار، الرائعة ميكي لي، نائب رئيس مجلس إدارة شركة الترفيه الرائدة في كوريا الجنوبية سي جي إي أن أم”.

وأكدت أنه “لتعزيز جسور الصداقة بيننا، قمنا العام الماضي بزيارة مدينة سيول المصنفة مدينة مبدعة في التصميم من اليونسكو، والتقينا بنائب عمدتها على رأس وفد رفيع المستوى يضم ممثلي أوركسترا سيول الفلهارمونية ومتحف سيول للفنون. واستكشفنا آفاق التعاون مع العديد من المؤسسات الثقافية منها المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر، ومركز آرت سونجي، ومتحف بوسان للفنون، ومتحف ليوم للفنون، والجامعة الوطنية الكورية للفنون، والأوبرا الوطنية الكورية، والباليه الوطني الكوري، والباليه العالمي”.

وأشارت: “قمنا بدورنا بالترحيب بنظرائنا الكوريين خلال مهرجان أبوظبي 2024، ومعًا، نعمل الآن على تحقيق إنجازات ثقافية كبرى، بدءًا بمعرضين تاريخيين للفن المعاصر من كوريا والإمارات، سيكون الأول مع متحف سيول للفنون في معرض للفن الكوري المعاصر لأول مرة في الشرق الأوسط في المنطقة الثقافية في السعديات، يليه معرض يضم أكثر من 50 فنانًا من الإمارات يعكسون نشأة وتطور ونهضة حركتنا التشكيلية المعاصرة الغنية لأول مرة في كوريا في متحف سيول للفنون”.

وختمت هدى الخميس كلمتها بالقول: “من خلال شراكتنا مع الفنانين والمؤسسات الثقافية الكورية نستكمل رحلة الحوار الثقافي لبناء علاقة ثقة نثمّنها عالياً، وتحقيق الإنجازات الرائعة التي أصبحت أقوى من أي وقت مضى مع مذكرة التفاهم التي نوقّعها اليوم”.

ومن جانبه، قال أوه سي هون: “إنه لمن دواعي سروري العميق أن أوقّع مذكرة التفاهم هذه مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، بهدف توطيد العلاقات الثقافية الدولية وتعزيز الصداقة بين سيول وأبوظبي، سعياً منا للتلاقي والتبادل الثقافي والفني مع أبوظبي التي أظهرت التزاماً راسخاً برعاية قطاع الفنون والثقافة لديها، وبرزت كمركز ثقافي عالمي من خلال عدد لا يحصى من المبادرات والمشاريع الثقافية والفنية”.

وأضاف: “في الوقت الذي تسعى فيه أبوظبي إلى تعزيز السياحة المستدامة المتجذرة في قطاعات الثقافة والفنون والتعليم، فقد أثمرت جهودها نتائج ملحوظة، وتشمل الإنجازات البارزة إنشاء مؤسسات مثل جامعة نيويورك أبوظبي (2010) واللوفر أبوظبي (2017)، إلى جانب الخطط الطموحة للمعالم المستقبلية مثل متحف جوجنهايم أبوظبي، ومتحف زايد الوطني، وغيرها”.

وأكد أنه “من الأمور المحورية في هذه الرؤية الطموحة الرامية إلى جعل أبوظبي منارة ثقافية تتجاوز منطقة الشرق الأوسط، الدور المحوري الذي تلعبه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون. وبالمثل، فإن حكومة مدينة سيول مكرسة لتعزيز مكانة سيول كمركز ثقافي ووجهة عالمية. ومن خلال فعاليات مثل سيول فيستا، كيفاف، فريز سيول، ومهرجان سيول الشتوي، نخطط لعرض المشهد الثقافي النابض بالحياة في سيول للعالم”.

وتابع عمدة مدينة سيول: “اليوم، بينما نقوم بإضفاء الطابع الرسمي على التعاون بين مدينة سيول ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، فإننا نبدأ رحلة لتأسيس مدننا كمراكز عالمية للثقافة والفنون من خلال التعاون الهادف”.

واستطرد: “على الرغم من المسافة الجغرافية بين أبوظبي وكوريا، فإن شغفنا المشترك بالثقافة يشكل قوة موحدة تتجاوز الحدود والأديان والأيديولوجيات. وإنني أكرر ما عبرت عنه سعادة هدى إبراهيم الخميس كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون أنّ الثقافة هي بالفعل أقوى أداة لتعزيز الوحدة بين الناس”.

شارك المقال: